كتب- مصطفى صلاح:


02:16 م


10/12/2025

تحل اليوم، الأربعاء العاشر من ديسمبر، ذكرى ميلاد عملاق الدراما المصرية ممدوح الليثي، واحد من أبرز صناع الوعي البصري في مصر، وصاحب البصمة الأعمق في تاريخ الدراما والسينما.

وفي هذه المناسبة، نشر الإعلامي الدكتور عمرو الليثي رسالة مؤثرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها: “عيد ميلادك في الجنة يا حبيبي بإذن الله… اللهم اغفر له وارحمه كما ربّاني صغيرًا».

وُلد ممدوح الليثي في مثل هذا اليوم من عام 1937، ليبدأ رحلة إبداع نادرة أسهمت في تشكيل وجدان المشاهد المصري والعربي. ترك وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا ما بين السينما والدراما، وأعمالًا تحوّلت إلى علامات خالدة في الوعي الجمعي، بعدما جمع بين قوة الفكرة، ورهافة الرمز، وصدق الاقتراب من الواقع.

بدأ الليثي مسيرته المهنية كاتبًا للسيناريو، قبل أن يصبح أحد أهم أعمدة صناعة الدراما الحديثة. وكانت بصمته الكبرى تأسيس “قطاع الإنتاج” بالتليفزيون المصري منتصف السبعينات، وهو القطاع الذي أصبح مصنعًا حقيقيًا لنجوم الصف الأول ومركزًا لإنتاج أهم المسلسلات التي لا تزال شاشات العرب تبثها حتى اليوم.

وأسهم الليثي في إنتاج وتسويق مجموعة ضخمة من الأعمال التي تركت أثرًا استثنائيًا، من بينها: ليالي الحلمية، المال والبنون، عمر عبدالعزيز، نصف ربيع الآخر، فوازير نيللي وشريهان، وغيرها من الروائع التي كوّنت جزءًا من ذاكرة المصريين.

أما على مستوى السيناريو، فقد عرف الليثي بقدرته على الدمج بين الرمز والواقع، فكتب أعمالًا اعتُبرت مرآة صادقة لروح المجتمع المصري، مثل: ميرامار، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الكرنك، المذنبون، الحب تحت المطر، أميرة حبي أنا، امرأة سيئة السمعة، أنا لا أكذب ولكني أتجمل.

وتولى الليثي خلال مسيرته عدة مناصب مهمة، من بينها: رئيس قسم السيناريو عام 1967، مراقب النصوص والسيناريو عام 1973، مدير عام أفلام التلفزيون عام 1982، ثم رئيس قطاع الإنتاج عام 1985، إلى جانب رئاسته لنقابة السينمائيين والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

وبفضل إدارته المحترفة لقطاع الإنتاج، خرجت إلى النور نحو 7 آلاف ساعة درامية و400 فيلم روائي و600 فيلم تسجيلي، بما يجعل حجم إنتاجه الفني أحد أكبر المشاريع الإبداعية في تاريخ الدراما العربية.

ومن أشهر ما قدّمه الراحل مسلسل رأفت الهجان بأجزائه الثلاثة (1988–1991)، العمل الذي غرس الشعور بالبطولة الوطنية في نفوس ملايين المصريين، وجسّد فيه محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان ويسرا ومصطفى متولي وغيرهم ملاحم وُصفت بأنها الأكثر تأثيرًا في تاريخ الدراما.

كما أنتج عددًا من الأعمال الدينية مثل: القضاء في الإسلام، محمد رسول الله، الكعبة المشرفة، أبي حنيفة النعمان، وأعمالًا عائلية كلاسيكية في مقدمتها لن أعيش في جلباب أبي.

وكان الليثي أيضًا من أوائل من قدموا فوازير رمضان، التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الأجيال، بمشاركة شريهان ونيللي ويحيى الفخراني وآخرين.

وفي السينما، أنتج أعمالًا وطنية مؤثرة على رأسها: ناصر 56 بطولة أحمد زكي، والطريق إلى إيلات بطولة نبيل الحلفاوي وعزت العلايلي.

ويعيد المصريون في ذكرى ميلاده اكتشاف حجم ما قدمه الرجل من إبداع، بعدما ترك إرثًا إنسانيًا وفنيًا لا يزال ينبض بالحياة، ليبقى ممدوح الليثي واحدًا من أعظم من صنعوا الدراما المصرية.

شاركها.