03:36 م


السبت 23 أغسطس 2025

السويس – حسام الدين أحمد:

العطلة الصيفية فرصة حقيقية بعد شهور ممتدة من الدراسة وتعلّم المناهج، لذلك يحاول الكثير من الأسر إلحاق أبنائهم بألعاب وأنشطة أو توفير فرص عمل مناسبة لأعمارهم حتى لا تضيع شهور الصيف الثمينة.

بعض الطلاب والشباب في السويس يفضلون قضاء الصيف في الألعاب التي اعتادوا ممارستها، بينما تجمع مجموعات أخرى بين العمل والتدريب ليستفيدوا من ربح المال والتعلم. أما آخرون من الطبقة المخملية في المجتمع فيسافرون مع أسرهم في فسحة طويلة على ساحل المتوسط بعيدًا عن زحام السويس ليلًا ورطوبة الصيف الحار.

– تائه في “السوشيال ميديا”

لكن أيًا من الخيارات السابقة أفضل بكثير من أن يقضي الطالب ساعات يومه وعينيه لا تبرح شاشة هاتفه، يتنقل بين التطبيقات تائهًا في “السوشيال ميديا”، مكتسبًا جرعات بسيطة من الدوبامين وهو يتنقل بين تطبيق وآخر، ليمر يومه كله بلا فائدة، منعزلًا عن الأسرة والأهل والمجتمع.

– البحث عن الموهبة

أطلقت مديرية التعليم بالسويس مبادرة “اكتشف موهبة ابنك”، وهي قائمة على وجود أندية صيفية في المدارس تستقبل الطلاب، وتضم كشافين للمواهب دورهم البحث عن مجالات تميز الطلاب في مختلف الأنشطة لإرشادهم وأسرهم إليها، ومتابعتهم لاكتشاف مواهبهم الحقيقية.

وبناءً على ذلك يتم وضع برامج دعم للموهبة التي يمتلكها الطالب لتمضي الأسرة والمدرسة معًا في سبيل تنمية الموهبة وصقلها بالمهارة المكتسبة.

وجاء سعي تعليم السويس إيمانًا بأن مواهب الطلاب في هذا العمر لن تنمو إلا باكتشافها واستغلالها، بحيث يتاح التنسيق مع كشافين الأندية الرياضية والباحثين عن اللاعبين المتميزين، وعرض الطلاب لاختبارات تنافسية تكشف قدراتهم في الألعاب الفردية أو الجماعية. وينطبق الأمر نفسه على المهارات الفنية والعلمية، حيث يمكن الاستعانة بهم في المسابقات الفنية والعلمية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم.

– لعب وتعلم في مراكز الشباب

في فصل الصيف يزداد عدد اللاعبين في الألعاب المختلفة بمراكز الشباب والأندية، سواء الفردية أو الجماعية. ومن بين تلك المراكز التي تشهد إقبالًا متزايدًا في الصيف مركز المدينة للتنمية الشبابية بالأربعين، وهو أقدم مركز شباب بمحافظة السويس.

يقول المهندس سيد خطاب، رئيس مجلس إدارة المركز، إنه في موسم العطلة الصيفية تصل نسبة الاشتراكات في الألعاب الفردية والجماعية إلى 100%، وتأتي كرة القدم في المقدمة تليها كرة السلة في الألعاب الجماعية، بينما يتفوق الكاراتيه على باقي الألعاب الفردية في مجال الدفاع عن النفس، يليه الكونغ فو، وذلك على حد سواء للأولاد والبنات. أما في الأماكن المجهزة فتحتل السباحة مركزًا ينافس ألعاب الدفاع عن النفس.

– ظاهرة الكرة النسائية

يؤكد المهندس خطاب أن هناك تناميًا لما يمكن وصفه بالظاهرة، حيث ازداد الإقبال على كرة القدم النسائية وكرة السلة أيضًا، وتضاعف عدد المقبلات على اللعبتين في العام الماضي والجاري، لا سيما البنات من عمر 6 إلى 12 عامًا، مع مشاركة بعض طالبات الثانوية في اللعبتين، بجانب مشاركتهن في ألعاب الدفاع عن النفس بشكل ملحوظ في مركز المدينة للتنمية الشبابية.

– اللعبة الشعبية الأكثر انتشارًا

يوضح الكابتن أحمد طارق، مدرب كاراتيه معتمد بالاتحاد المصري للكاراتيه بمركز شباب الجناين، أن لعبة الكاراتيه هي الأكثر انتشارًا في محافظة السويس من بين ألعاب الدفاع عن النفس، ويقبل عليها الطلاب من مختلف المراحل من عمر 5 سنوات وحتى 20 عامًا.

ويفسر الإقبال على الكاراتيه بأن اللعبة تساعد على زيادة ثقة اللاعب في نفسه مع تعلم كيفية الدفاع عن النفس والتعامل في حالة التعرض للاعتداء في الشارع، كما تمثل تأهيلًا نفسيًا بعيدًا عن العزلة وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

ويؤكد الكابتن طارق أن بعض الطلاب الذين التحقوا بالتدريب خلال فترة الصيف قبل 3 سنوات أحبوا اللعبة وأتقنوا فنون الكاراتيه، وشاركوا في مسابقات يجريها الاتحاد المصري للكاراتيه وحصلوا على بطولات، بينما تقدم اللاعبون الأصغر سنًا في الأحزمة من خلال مسابقات الترقية التي تُقام كل 3 أشهر.

– السكيت.. لعبة أساسية

قبل 6 سنوات ظهر السكيت في شوارع السويس، وكانت البداية مقتصرة على مجموعات من الشباب يستخدمونه كلعبة تنافس الدراجات. لكنه تحول بشكل تدريجي من وسيلة ترفيهية وضيف عابر في ملاعب التدريب بالأندية إلى لعبة أساسية قائمة بذاتها لها تدريبات وتعليم وتنافس في الأداء والحركات بين اللاعبين. وساعد على ذلك انضمام بعض فرق السكيت في السويس إلى الاتحاد المصري للانزلاق، وهو المعني بالجانب الاحترافي من هذه الرياضة.

هذا العام شهد إقبالًا كبيرًا من الشباب والأطفال على تعلم السكيت في الملاعب متعددة الأغراض، نظرًا لطبيعة الأرض الملساء دون فواصل، مما يسهل الحركة، مع إلزام اللاعبين بإجراءات السلامة وارتداء وسائل الحماية والخوذة لتقليل الأضرار الجسدية حال سقوط أي لاعب متدرب.

– السباحة تبدأ من عمر 4 سنوات

في فصل الصيف تحرص الأسر على ممارسة أبنائها رياضة السباحة، لما لها من فوائد صحية للجسم وزيادة الثقة بالنفس، فضلًا عن كون السويس مدينة ساحلية، حيث يُنظر إلى تعلم السباحة كأمر بديهي خاصة للذكور.

تنتشر حمامات السباحة في الأندية والأكاديميات الخاصة، وزاد عددها في الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد التوسع في إنشاء مدارس خاصة ذات طابع ترفيهي تراعي توفير ملاعب متعددة بفناء المدرسة، من بينها حمامات السباحة. وفي فصل الصيف لا يقتصر استخدام هذه الحمامات على طلاب المدارس فقط، بل تستأجرها أكاديميات لتعليم الأطفال والكبار السباحة في الفترة المسائية.

ويقول الكابتن محمد عبد الخالق، مدرب سباحة وإنقاذ معتمد من الاتحاد المصري للإنقاذ، إن قبول الأطفال في ممارسة السباحة يبدأ من سن 4 سنوات دون التقيد بحد أقصى للعمر، شرط إجراء اختبار بسيط للتأكد من أن اللاعب الجديد لا يخاف من الماء وقادر على التكيف. بعض الأسر تحرص على إلحاق أطفالها من سن 3 سنوات، لكن حمامات السباحة التي تسمح بذلك قليلة، لأن الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على طول الطفل وعمق المسبح.

– فرصة عمل

هناك من يبحث عن استغلال أمثل لفترة الصيف، فلا يكتفي بممارسة رياضته المفضلة، بل يدمج بينها وبين التعلم والعمل، خاصة أن التدريبات عادة تكون لمدة ساعة ومن يومين إلى 3 فقط في الأسبوع. لذلك يبحث عن مصدر دخل وتعلم حرفة توفر له استقلالًا ماديًا عن والديه ولو بشكل جزئي.

– المطاعم والكافيهات الأسهل

يقبل الطلاب الباحثون عن العمل في السويس على المطاعم والكافيهات، ويبدأ العمل عادة داخل الصالة في تقديم الطلبات. ويفضل البعض العمل في المطبخ تحت إشراف الشيف أو في تحضير المشروبات، خاصة طلاب المدارس الفندقية فهم أكثر دراية بالمطبخ بحكم الدراسة. بينما يبحث طلاب المدارس الصناعية عن تعلم حرفة جديدة في الورش، سواء ورش صيانة السيارات أو ورش إصلاح الأجهزة الكهربائية.

– فنادق الجنوب

قطاع آخر من الشباب يذهب جنوبًا، إما إلى قرى سياحية وفنادق بالعين السخنة جنوب السويس، أو إلى محافظة جنوب سيناء للعمل في مجال السياحة والأنشطة المتنوعة هناك والتي لا تتوفر في السويس. ويهدف هؤلاء الطلاب جميعًا إلى استغلال الإجازة فيما يفيد، سواء بالعمل أو التدريب أو ممارسة الرياضة، فلا يتركون هذه المدة التي تُقدَّر بربع العام تضيع سدى بلا فائدة.

شاركها.