03:43 م
الخميس 04 سبتمبر 2025
أسوان – إيهاب عمران:
في محافظة أسوان، حيث تتشابك العادات والتقاليد مع قسوة الحياة، برزت قصة كفاح جديدة لسيدة في التاسعة والعشرين من عمرها تدعى “رحمة مصطفى إسماعيل”، قررت أن تشق طريقها نحو لقمة العيش الحلال على متن سكوتر دليفري، لتثبت أن الإرادة أقوى من أي عقبة.
لم تعش رحمة حياة طبيعية، بل بدأت رحلتها مع العمل في سن العاشرة، تاركة التعليم وراءها لتساند أسرتها، وبعد زواج لم يدم طويلًا، وجدت نفسها وحيدة مع طفلها “يامن”، فقررت العودة إلى مدينتها، ولكن هذه المرة بأسلوب مختلف يثير الدهشة والاحترام.
تتحدث رحمة عن تجربتها: “لم أتوقع يومًا أن أعمل دليفري، لكن الظروف أجبرتني، تعلمت ركوب السكوتر بموافقة أهلي لكي أتمكن من توصيل الطلبات”.
وتضيف بحزن أنها تواجه مضايقات يومية من بعض سائقي السيارات والشباب، لكنها ترفض الاستسلام وتتمسك بكرامتها: “أقول لهم ‘عيب أنا زي أختك’ أو ‘ربنا يهديك'”.
تبدأ رحمة يومها في ساعات الصباح الباكرة، وتواصل عملها حتى وقت متأخر من الليل التاسعة مساءً، ملتزمة بقواعد صارمة لحماية نفسها، وترفض صعود أي شقة، وتسلم الطلبات دائمًا عند مداخل العمارات، وتتجنب الأماكن التي لا تشعر فيها بالأمان.
وتشير إلى أنها تصطحب ابنها الذى لم يكمل سنة ونصف معها أثناء العمل فى أوقات كثيرة، وأنها تضطر لتركه عند والدتها وقت الظهيرة لارتفاع درجات الحرارة”.
رغم التحديات، لا تفقد رحمة الأمل، تنظر إلى المستقبل بعينين مليئتين بالتفاؤل، وتحلم بأن يكون لديها مشروعها الخاص، وتحديدًا في مجال الدليفري، الذي تراه مشروعًا ناجحًا، كما تأمل أن تجد الدعم والتشجيع لتحقيق حلمها، لتثبت أن الصمود والكفاح هما مفتاح النجاح في وجه قسوة الحياة.
