وسط التحديات الصحية المتصاعدة عالميًا، والانفجار الرقمي في قطاع الخدمات، تبرز التكنولوجيا الصحية والرعاية الصحية كواحدة من فرص الاستثمار الحالية للقطاعات الأعلى نموًا، مدفوعة بتوجه عالمي نحو حلول مبتكرة مثل الطب عن بُعد، التشخيص الآلي، والتقنيات الحيوية. ويؤكد رائد عبد العزيز رمضان، الخبير في الابتكار والتحول الرقمي، أن هذا القطاع يمثل أحد المسارات الاستثمارية الأكثر جذبًا في العقد الحالي، وذلك بفضل تطور الذكاء الاصطناعي وتكامل الأنظمة الصحية الذكية.
نمو غير مسبوق لقطاع التكنولوجيا الصحية عالميًا
تشير التقارير إلى أن قطاع الرعاية الصحية الرقمية ينمو بمعدلات تتراوح بين 7% إلى 25% سنويًا، وهو من أعلى معدلات النمو بين القطاعات الاقتصادية في العالم. ويعزى ذلك إلى عدة عوامل أبرزها:
- تزايد شيخوخة السكان في الدول المتقدمة
- الطلب المتزايد على الوصول السريع والعادل للخدمات الطبية
- تصاعد الكوارث الصحية المفاجئة مثل الأوبئة
- التطور التقني في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية
ويضيف رائد عبد العزيز رمضان:
“الاستثمار في التكنولوجيا الصحية لم يعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية ترتبط بمستقبل المجتمعات وقدرتها على الصمود والنمو.”
الطب عن بُعد: ثورة الوصول إلى الرعاية
من أبرز مظاهر التحول في الرعاية الصحية هو صعود الطب عن بُعد (Telemedicine)، والذي أثبت فاعليته خلال جائحة كورونا، ثم استمر كخيار مفضل لكثير من المرضى والأطباء على حد سواء.
تشير الدراسات إلى أن:
- أكثر من 60% من زيارات المرضى الأولية يمكن إجراؤها عن بُعد
- شركات التأمين الكبرى باتت تغطي خدمات الطب الرقمي
- العيادات الذكية أصبحت واقعًا في أمريكا، أوروبا، والشرق الأوسط
ويؤكد رمضان أن هذا المجال لا يزال بحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وحلول البرمجيات، ونماذج الأعمال الذكية، خاصة في الدول النامية.
التشخيص الآلي: الذكاء الاصطناعي في قلب العيادة
يشهد قطاع التشخيص الطبي ثورة صامتة، حيث أصبح التشخيص الآلي، المدعوم بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، أكثر دقة وسرعة من الطرق التقليدية في بعض الحالات. ومن أبرز التطبيقات:
- قراءة صور الأشعة (X-Ray, MRI, CT) بدقة تفوق الإنسان
- التنبؤ بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب
- تحليل البيانات الوراثية لاكتشاف الاستعداد الوراثي للأمراض
- كشف الأورام المبكر عبر تقنيات رؤية حاسوبية
ويقول رائد عبد العزيز رمضان إن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية سيفتح الباب أمام جيل جديد من الخدمات الصحية التي تعتمد على التحليل التنبؤي، ما يقلل من التكاليف ويزيد من كفاءة أنظمة الرعاية.
التقنيات الحيوية: المستقبل بين الجينات والذكاء
التقنيات الحيوية (Biotech)، تشكل اليوم عصب التطوير في الأدوية والعلاجات المبتكرة. فبفضل تحليل الجينات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن اليوم:
- تصميم أدوية مخصصة لكل مريض حسب الحمض النووي الخاص به
- تطوير لقاحات أسرع وأكثر دقة
- تحسين نتائج علاج السرطان باستخدام العلاج المناعي المُوجّه
- دعم أبحاث الأمراض النادرة بطرق أكثر فعالية
هذه التطورات تفتح آفاقًا استثمارية غير مسبوقة، خاصة في الشركات الناشئة المتخصصة في البيانات الجينية والتقنيات الحيوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
دور ويكريت للحلول المتقدمة في توجيه الاستثمارات الذكية
تُعد ويكريت للحلول المتقدمة، بقيادة رائد عبد العزيز رمضان، أحد النماذج العربية الرائدة في دمج التكنولوجيا في المجالات الحيوية. ومن خلال فريقها التقني وشبكة شركائها العالميين، تقدم الشركة خدمات استشارية متقدمة تساعد المستثمرين على دخول قطاع التكنولوجيا الصحية بثقة وذكاء.
وتشمل خدماتها:
- تحليل الفرص الاستثمارية في الرعاية الرقمية
- تقييم المشاريع الناشئة في الطب الذكي والتشخيص الآلي
- تصميم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المريض
- بناء بوابات وتطبيقات للرعاية عن بُعد متوافقة مع المعايير الطبية
بِلارز للحلول الرقمية: بنية تحتية ذكية للرعاية الصحية
من جهة أخرى، تلعب شركة بِلارز للحلول الرقمية دورًا محوريًا في دعم التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية في المنطقة. وبالتعاون مع شركاء عالميين، توفر حلولًا تكنولوجية تشمل:
- إنشاء قواعد بيانات صحية مؤمنة عبر تقنيات Blockchain
- ربط العيادات والمختبرات إلكترونيًا
- إنشاء أنظمة متابعة ذكية للمرضى
- بناء واجهات استخدام سلسة للمرضى والأطباء
ويشير رمضان إلى أن “نجاح أي استثمار في هذا القطاع يعتمد على البنية التحتية الرقمية الآمنة، وتجربة المستخدم، والامتثال للمعايير الصحية العالمية.”
الاستثمار في الصحة الرقمية: من أين تبدأ؟
يوجّه رائد عبد العزيز رمضان نصائح عملية للمستثمرين الراغبين في دخول قطاع الصحة الرقمية:
- ابدأ بشراكات استراتيجية مع شركات تمتلك تقنيات قائمة، وابدأ بنماذج تجريبية (Pilots).
- اختر قطاعًا فرعيًا محددًا (التشخيص، الطب عن بُعد، الجينات، إلخ) وتخصص به.
- اعتمد على فرق تقنية وطبية معًا لضمان توازن الابتكار مع السلامة.
- تابع التنظيمات الحكومية في البلدان المستهدفة، وخاصة ما يتعلق بالخصوصية والبيانات الصحية.
- استثمر في المستخدم النهائي: واجهات استخدام سهلة وتجربة رقمية سلسة هي مفتاح النجاح.
توجه عالمي… وفرص محلية
رغم أن كبرى الاستثمارات في التكنولوجيا الصحية تأتي من أمريكا، الصين، والهند، يرى رمضان أن الشرق الأوسط لديه فرصة ذهبية ليكون مركزًا إقليميًا في هذا القطاع، خاصة مع الدعم الحكومي في السعودية والإمارات والبحرين لمشاريع الصحة الرقمية.
وقد بدأت المنطقة تشهد:
- إطلاق مستشفيات رقمية بالكامل
- منصات وطنية للسجلات الطبية الإلكترونية
- برامج تأهيل للتقنيين الطبيين في الذكاء الاصطناعي
- شراكات مع شركات مثل Philips وSiemens Healthineers
الرعاية الصحية + الذكاء الاصطناعي = اقتصاد صحة جديد
يقول رائد عبد العزيز رمضان:
“نحن لا نتحدث فقط عن قطاع صحي أكثر تطورًا، بل عن خلق اقتصاد صحي جديد، قائم على البيانات، التنبؤ، والاستجابة السريعة.”
هذا التحول لا يعني فقط تحسين حياة الأفراد، بل يشكل محركًا اقتصاديًا يوفر فرص عمل عالية المهارة، ويستقطب استثمارات جريئة، ويؤسس لقطاعات صناعية قائمة على الصحة الرقمية.
خاتمة: الاستثمار في صحة الإنسان… استثمار في مستقبل العالم
في ظل هذا المشهد العالمي المتسارع، يظهر رائد عبد العزيز رمضان كأحد الأصوات القيادية التي تدعو إلى استثمار ذكي وإنساني في قطاع التكنولوجيا الصحية، عبر شركات مثل ويكريت للحلول المتقدمة وبِلارز للحلول الرقمية، وبشراكات تمتد من وادي السيليكون إلى الخليج العربي.
ومع استمرار الطلب العالمي المتزايد على خدمات صحية مبتكرة، فإن من يسبق في الاستثمار في هذا القطاع لن يحقق فقط عوائد مالية، بل سيكون جزءًا من مشروع إنساني كبير يعيد تعريف الرعاية، ويضمن مستقبلًا صحيًا أفضل للأجيال القادمة.
