دعا الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تقرير نشر الجمعة إلى مزيد من الرقابة المصرفية، مقرا بإخفاقاته في ما يتعلق بانهيار بنك سيليكون فالي (إس في بي) الشهر الماضي.
وقال نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشؤون الإشراف مايكل بار في بيان أرفق بالتقرير: “بعد فشل بنك سيليكون فالي، علينا تعزيز مهام البنك الفيدرالي في الإشراف والتنظيم بناء على ما تعلمناه”.
وأضاف بار أن إدارة “إس في بي” فشلت في إدارة المخاطر بشكل مناسب قبل الانهيار السريع للبنك، بينما فشل مشرفو الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ إجراءات قوية بما يكفي بعد أن رصدوا مشكلات في البنك المتخصص في تمويل شركات التكنولوجيا، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
تسبب انهيار البنك في 10 مارس بعد تحمله الكثير من مخاطر أسعار الفائدة في ارتدادات طاولت القطاع المصرفي برمته، ما أدى إلى انهيار بنك أميركي إقليمي آخر واستحواذ بنك “يو بي إس” السويسري على منافسه “كريدي سويس”.
ويبدو أن الجهود المتضافرة للجهات التنظيمية على جانبي المحيط الأطلسي في الأيام التي أعقبت انهيار “إس في بي” قد قللت من الاضطرابات المصرفية وخفّفت التقلبات في الأسواق المالية.
خلص تقرير الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه “لم يقدر جدية أوجه القصور الحرجة في إدارة الشركة والسيولة ومخاطر أسعار الفائدة” أثناء تضاعف حجم أصول بنك “سيليكون فالي” بين 2019-2021 في خضم طفرة التكنولوجيا الفائقة.
في هذا الصدد، قال مايكل بار، إن الاحتياطي الفيدرالي سينظر في تعزيز إشرافه المصرفي لضمان قدرته على تحديد المخاطر ونقاط الضعف بسرعة أكبر.
كما سينظر في تعزيز الإطار التنظيمي للبنوك، وتشديد القواعد حول مخاطر أسعار الفائدة، ومتطلبات السيولة ورأس المال.
وصرّح مسؤول كبير في الاحتياطي الفدرالي للصحافيين قبل إصدار التقرير بأن المراجعة ستكون بعيدة المدى وستنظر بشكل أوسع إلى قواعد الاحتياطي بشأن السيولة ورأس المال.
من جهته، قال رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في بيان، إنه يرحب بتقرير بار و”النقد الذاتي” بشأن انهيار “إس في بي”.
وأضاف باول “أتفق مع توصياته وأدعمها للتعامل مع قواعدنا وممارساتنا الرقابية، وأنا واثق بأنها ستؤدي إلى نظام مصرفي أقوى وأكثر مرونة”.