كتب : منى الموجي
12:50 ص
16/12/2025
حوار- منى الموجي:
منتجة تبحث عن التنوع والاختلاف، يشغلها أن تساهم في صناعة السينما بصورة جيدة، ورغم أنها مثل أي منتج تضع في الاعتبار النجاح المادي، إلا أنها لا تفضل اللعب في المضمون، وهو ما يجعل الكثير من صنّاع الفن يعتبرونها الداعم والسبب الرئيسي في خروج تجاربهم المختلفة، ودائما ما تكسب معهم رهان الجمهور والنقاد، هي المنتجة باهو بخش، التي التقاها “مصراوي” على هامش فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وكان لنا معها الحوار التالي..
نجاح كبير يحققه “ولنا في الخيال حب”.. ما الأسباب التي دفعتك لتقديم الفيلم رغم اختلافه عن السائد؟
المخرجة سارة رزيق كان عندها شغف ورؤية واضحة جدا، ولم أصادف من قبل مخرجة منذ الجلسة الأولى لها مع الإنتاج تقول إنها تريد أن يضع الموسيقى للعمل موسيقار بعينه، واختارت من البداية التعاون مع الفنان خالد حماد، والورق كان مختلفا ويحتفي بالقاهرة وأكاديمية الفنون ومعهد السينما، وأي منتج قد يشعر بقلق تجاه نوع الفيلم لأنه غير منتشر وليس مضمونا، لكن نرغب دائما أن نراهن ونضيف شيء مختلف.
ولماذا تغيب عنا هذه النوعية من الأفلام؟
حتى عالميا هذا النوع من الأفلام غير متواجد بصورة كبيرة، تظهر وتختفي مثل الموضة.
لكن هناك من يتهم الإنتاج بالاستسهال واللعب في المضمون؟
التركيز أكثر في الفترات الأخيرة يذهب إلى الأفلام الكوميدية والأكشن والخيال العلمي، لكن دعيني أقول لكِ أن الأفلام التي تنتمي لنفس نوعية “ولنا في الخيال حب” تحتاج لإخراج مختلف، وضبط الرقصات لكن في فيلمنا كانت هذه النقطة من أسهل الحاجات، بسبب وجود إيمي رزيق والتي قامت بتصميم الرقصات، وهي أخت المخرجة، وعمر رزيق يجيد الرقص، فهي عائلة فنية، ولا أريد أن اتهم الإنتاج، صحيح لا أحد يريد أن يخسر، لكن كما قلت هذا النوع يقتضي وجود نوع معين من المخرجين وفهم للموسيقى، وسكريبت يحتمل وجود الأغاني والرقصات حتى لا تبدو مقحمة، وهو ما توفر في “ولنا في الخيال حب”، إذ تجدين الجمهور يخرج من قاعات العرض سعيدا بالأغنية.
دائما ما يوجه لكِ صنّاع الأفلام التي تقدمينها الشكر ويؤكدون أن لولا وجودك لم تكن لتخرج أعمالهم للنور.. كيف ترين هذه الكلمات؟
أنا والمنتج صفي الدين محمود كل واحد عنده تجربة، وهو ما يفتح باب لكثيرين، ولولا صفي مثلا وعلاقته بالمخرج كريم الشناوي لم نكن لنتواجد في إنتاج فيلمي “ضي” و”السادة الأفاضل”، رغم أن علاقتي بـ كريم جميلة وأحبه جدا ولكن أحيانا يكون صفي هو مصدر فيلم معين، تجمعنا نقاط معينة، بينها الاهتمام بدعم شباب ومنح الفرص الأولى لهم، والرغبة في المساهمة في صناعة السينما بصورة جيدة، ونراهن على أن الجمهور يكون لديه احتياج لأنواع مختلفة من الأفلام، ونجاح “ولنا في الخيال حب” في شباك التذاكر يثبت أننا لا نعرف ما الذي يريده الجمهور، الناس متنوعة ومختلفة جدا، والدنيا متغيرة ليس هناك شيء ثابت، وأنا وصفي لدينا هذا الإيمان “وبنتعلم وإحنا ماشيين إزاي الواحد يبقى منفتح”.
هل هذا ما يجعل كل عمل تقدمانه شديد الاختلاف؟
أكيد نحرص على الاختلاف، ونهتم أيضا بالجانب المادي، ولهذا ندخل في شراكات، مثلا فيلم “شكوى 713317” للمخرج ياسر شفيعي وهو أول فيلم طويل له، معنا في دعمه جابي خوري وأحمد بدوي وأستاذ محمود حميدة الذي أحدث وجوده في الفيلم فرق كبير، الاختلاف أيضا جعلنا نهتم بدعم فيلم المخرجة مي سعد “ضايل عنا عرض” لو لم نتبن فكرتها لم يكن ليحصل على جائزة الجمهو، ننفتح على مواهب جديدة وهو ما يخلق التنوع.
متى سوف تطرحون فيلم “شكوى 713317” للعرض الجماهيري؟
الفيلم من المقرر أن يشارك في مهرجان روتردام بالمسابقة الرسمية، وعلى الأغلب سيتم طرحه في دور العرض سبتمبر أو أكتوبر 2026، لأنه سيأخذ وقته في مهرجانات دولية.
وما سر اهتمامكم بإنتاج الأفلام القصيرة؟
أي شركة تقدم أي منتج حتى إذا كان تجاري بحت، من واجبها عمل أبحاث لتطوير إنتاجها، حتى تستمر وتصمد أمام المنافسة، والأفلام القصيرة بالنسبة لي غير أنها نوع من الأفلام في حد ذاته، أرى أنا وصفي أن هذه هي الطريقة التي نتعرف بها على المواهب الجديدة، مثلا “ولنا في الخيال حب” كنا قدمنا قبله مدير التصوير محمد جاد في أفلام قصيرة، كذلك نورا فوزي مهندسة ديكور فيلم “شكوى 713317” هذه هي تجربتها الأولى في الأفلام الطويلة، بعدما عملت معنا فيلم قصير، “الأفلام القصيرة بتفرز” هند صبري مثلا قدمت مع شريف البنداري الفيلم القصير (صباح الفل) واكتشفنا من خلاله قدرتها على تقديم الشخصية الشعبية، كذلك أفلام المعهد مهمة جدا لطرح أفكار جديدة صعب تقديمها في فيلم طويل أو نجرب في فيلم قصير، ثم نعيد إنتاجه بفيلم طويل.
ما هي مشاريعك الجديدة؟
لدينا فيلم للمخرج أحمد فوزي صالح هو أيضا مؤلف العمل مع المنتج أحمد عامر ككاتب، من بطولة هند صبري وطارق لطفي وأحمد داش، صوّرنا جزء منه، ويحمل عنوان “أحمد في عزبة الصفيح”، كان اسمه “هاملت في عزبة الصفيح”، ومشروع مع المخرج رشيد مشهراوي “أولاد البلاد” عمل فلسطيني، أردني، مصري، سعودي، تم تقديمه في “البحر الأحمر السينمائي”، ومن المقرر أن يتم تصويره في الأردن، بطولة إياد نصار وصالح بكري وركين سعد، وعندنا مشروع مع المخرجة هالة خليل، كنا قدمنا معا من قبل فيلم “نوارة” قبل أعوام، والعمل الجديد بعنوان “سواقة الستات”، تأليفها وتعمل عليه الفترة الحالية، وفيلم “كوارشي” وفيلم “مشاكل داخلية” المشارك في مهرجان قرطاج بطولة محمد ممدوح، ويقدم خلاله دور خطير وجميل.
“سواقة الستات” عادة ما تُقال للسخرية من قيادة النساء للسيارات.. هل سيُغضب الفيلم السيدات؟
“لأ مش هنخبط في الستات”، هالة دائما ما تنتصر للمرأة.

