كتب : منى الموجي
05:23 م
13/12/2025
حوار- منى الموجي:
أكد أنه وقع في حب سيناريو فيلم “فلسطين 36″ الذي يحكي عن الثورة الفلسطينية الكبرى ضد الانتداب البريطاني، بمجرد أن عرضته عليه المخرجة آن ماري جاسر، والتي كان يعرفها من خلال أفلامها السابقة، مشيرا إلى أن موضوع العمل يهمه خاصة وأنه يتطرق لما حدث عام 1936، ويقدم طرحا جديدا لم تتطرق له السينما من قبل، هو الفنان جلال الطويل، أحد أبطال العمل الذي عُرض ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وكان لـ”مصراوي” الحوار التالي معه..
يقول جلال “العالم كله كان يعرف تماما ما حدث وقت 1948، ومهم أن نعرف أحداث 1936، حتى نفهم لماذا نتواجد اليوم في 2025 بهذا المكان”، لافتا إلى أن السيناريو كان المحفز الأول له، إلى جانب رغبته في التعاون مع الكاتبة والمخرجة الفلسطينية الكبيرة آن ماري جاسر.
شيء مرعب
يرى جلال أن بطل الفيلم هو السيناريو والإخراج والإنتاج، خاصة الإنتاج “شيء مرعب”، موضحا أن تصوير العمل كان من المقرر أن يتم في قلب فلسطين، وبالفعل تم التحضير لكل شيء قبل 7 أكتوبر، لكن بعد هذا التاريخ انتهى كل شيء، موضحا “خسر المنتج شغل سنتين، وكان عنده مراهنة شجاعة لنقل كل شيء على الأردن، وقام ببناء قرية البسمة، التي يتم فيها تصوير بعض الأحداث، وكانت أطلال لقرية قديمة غير مسكونة فقط عبارة عن بقايا حيطان، وركبوا عليها الديكور وعمروها من أول وجديد، كقرية حقيقية”.
الأردن
صوّرت آن الفيلم في الأردن، وعن الصعوبات التي تعرضوا لها، قال جلال “كان شاق ومتعب، لم يكن أمامنا الكثير من الوقت، كنا نعمل في ظروف صعبة، كل يوم نسمع عن غلق المطارات، ويكون من الصعب وقتها وصول الممثلين لتصوير مشاهدهم، وبقيت شهرين ونصف في الأردن وصوّرنا أغلبية المشاهد بها، وكانت لحظات لا تُنسى مع الممثلين والمخرجة ومع ورد الذي لعب دور ابني -صار هلأ شاب، وبشكره لولاه ما كنت أديت بهذه الطريقة لأنه ممثل موهوب”.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي
جلال شاهد لأول مرة فيلم “فلسطين 36” مع جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي، معبرا عن سعادته بأنه شاهده مع جمهور عربي “هذا شيء جميل جدا، عند عرضه في الغرب كان فيه تفاعل أكيد لأنه فيلم عالمي ليس فقط للعرب، لكن مع العرب كان إحساس الصالة والطاقة الخاصة بالجمهور مليئة بالحب، بكيت مرتين في الفيلم، كان فيه مشاهد حساسة جدا والمونتاج الرائع والإخراج الرائع، كل ما سبق جعلني أحب كل الشخصيات، بسبب آن ماري طرزت الفيلم مثل التطريز الفلسطيني بشكل دقيق ومتناسق كـ الثوب الفلسطيني الذي نراه كـ لوحة”.
الحق والباطل
يشير جلال إلى أنه تعلم كثيرا من الأشياء وقت التصوير، موضحا “الفيلم يطرح سؤالا أخلاقيا على المحك: هل يا ترى أنت مع الحق أم مع الباطل؟، أنت كإنسان مع الحق ضد الباطل حتى لو كنت ضد السابع من أكتوبر، لكن ما فيك تقول إن القضية الفلسطينية ليست قضية عادلة، هون فيه شيء يخليك شرس في الدفاع عن الحق لأن هذا كل ما تملكه كفنان، أخلاقك في هذه المهنة ما فيك تكذب في السينما، لأن وقتها سوف تنكشف، الكاميرا تكشفك ولن يتأثر بك الجمهور”.
صالح بكري
وأضاف جلال “تعلمت من الممثلين الفلسطينيين الرائعين وبينهم صالح بكري هو رجل صاحب مبدأ وصديق، وكان فيه تناغم بين كل الشخصيات، لم تكن بيننا منافسة أو من يصبح بطلا أو صاحب الدور الأكبر، خاصة أن ما يحدث في غزة كان ينتقل إلينا على التصوير، كنا نشاهد الأخبار، ونذهب للتصوير محملين بما نراه، لم أبك بعمل مثلما بكيت بهذا الفيلم”.
الانتصار للقضية
وعن رأي البعض بأن الشخصيات كانت تحتاج لتعميق أكبر، ومعرفة أبعاد أكثر عنها، قال “أظن هذا كان موجود وتم تصويره لكن في المونتاج حُذفت الكثير من المشاهد، كان فيه تركيز على كل الجوانب لكن الفيلم وصل لأربع ساعات، وتم الانتصار للقضية نفسها وللثورة والأحداث التاريخية، والمخرجة آن ماري جاسر نجحت في جذب الجمهور المتواجد في الصالة من أول لحظة حتى النهاية”.
“فلسطين 36” تأليف وإخراج آن ماري جاسر، بطولة صالح بكري، هيام عباس، يافا بكري، كامل الباشا، جلال الطويل، ظافر العابدين، ياسمين المصري، كريم داود.
