12:26 ص
الثلاثاء 11 يوليه 2023
كتبت- منى الموجي:
قال عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس، إنه لم يستخدم يوما الكمامة خلال اكتشافاته، للوقاية من تأثير أي روائح تنبعث من المقابر التي يكتشفها، أثناء الحفر والتنقيب عن اكتشافات أثرية جديدة.
وتابع خلال حواره مع “مصراوي”، للحديث عن الصعوبات التي واجهته أثناء فترة تصوير فيلم “الهرم المفقود”، ضمن سلسلة “مجهول” التي تعرضها منصة الترفيه العالمية “نتفليكس”: “عمري ما استعملت الكمامة في حياتي، لما بفتح التابوت بسيب التابوت يطلع الروائح اللي فيه لمدة نص ساعة، وبعدين أدخل التابوت عادي مش هيحصل حاجة، لو حطيت الكمامة مش بحس بالكشف أبدًا وعشان أعيش فيه، ومهم قوي تعيشيه عشان لما تتكلمي عنه”.
وتابع متحدثا عن الصعوبات “الحفائر صعبة جدا، مش انك تطلعي تمثال ومقبرة، فيه برد وحر وصعوبات ومشاكل كتير زي إن حجر يقع على راسي، بنقابل حاجات كتير، لكن في النهاية الكشف بيخليكي تنسي كل حاجة وحشة شفتيها”.
جدير بالذكر أن أول أفلام السلسلة الوثائقية التي تحمل اسم مجهول- Unknown، ويحمل الفيلم اسم الهرم المفقود- the lost pyramid، يحقق نجاحا كبيرا، إذ يأتي في قائمة الأكثر مشاهدة على منصة الترفيه العالمية نتفليكس، رغم مرور أكثر من أسبوع على طرحه. الفيلم من إخراج ماكس سالمون، وفيه يسعى اثنان من أشهر علماء المصريات في العالم لاكتشاف الكنوز القديمة التي تقبع في منطقة سقارة الساحرة والتي لم تكشف بعد عن كل أسرار ما في بطن أرضها وتخفيه رمال الصحراء منذ آلاف السنين.
ويبحث عالم الآثار الدكتور زاهي حواس في الفيلم عن الهرم المفقود “هرم حوني” لملك مصري في طي النسيان، بينما يبحث تلميذه وعالم الآثار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن كشف أثري آخر.
وفي حواره مع “مصراوي” كشف الدكتور زاهي حواس كواليس صناعة فيلم “الهرم المفقود”، قائلا: “هناك الكثير من الأفلام عن الآثار، لكن لم يسبق خروج فيلم مثل الهرم المفقود، يضم التفاصيل الكاملة لعمليات الكشف والصعوبات التي نواجهها، خاصة وأن من صنع تلك الأفلام كانوا الأجانب، أتذكر أن زمان وأن صغير في السن كنت عندنا أشاهد التليفزيون، أجد في الأفلام التي تتحدث عن الآثار أجانب، في إحدى المرات شاهدت فيلما يظهر فيه عالم الآثار كنت ويكس داخل مقبرة نفرتاري، ومعه مدير الآثار يحمل له الفانوس للإضاءة، والخواجة هو الذي يتحدث، كذلك عندما كنت أدخل متجر للكتب أجد الكتب عن الآثار لأجانب، وهو ما شجعني على أن أتعلم كيف أجيد الحديث، خاصة وأن القنوات الأجنبية لا تريد الكلام الزائد (دش)، هم يريدون مقطع صوتي جملة لكن (الدش ينيم الناس)”.
وتابع زاهي “طلبت من ليسلي جريف، وكنت قدمت معه فيلما شاهده العالم كله كان عبارة عن reality show، طلبت منه أن نقدم عملا يُظهر الآثار المصرية بطريقة جيدة، من خلالنا كمصريين، عرضت عليه الفكرة وأنني أعمل على كشف أثري جديد وكذلك مصطفى وزيري، وأثناء زيارتي التي أقوم بها إلى لوس أنجلوس أغسطس من كل عام، عرفني على مسئولين من منصة نتفليكس، وقمت باقناعهم، وبالفعل تم الاتفاق مع المخرج ماكس وهو أمريكي يعيش في فرنسا”.
يشير زاهي إلى أن الفيلم انطلق تصويره قبل عامين، تم خلالها التصوير على مدار 40 يوما، معي ومع مصطفى وزيري، وهو تلميذي وسعيد بإلقاء الضوء على اكتشافاته أيضا، والأمر الجيد أننا لم نستأثر بالحديث، بل قدمنا من يعملون معنا، فهناك مقولة لي أؤمن بها وهي: يجب أن نكون علماء في آثارنا قبل الأجانب ما يكونوا علماء فينا”، موضحا “لست ضد الأجانب لكن يجب ألا نعمل خدما عندهم، وقديما لم يكن يعمل سوى أحمد فخري وعبدالعزيز صالح وعبدالمنعم أبو بكر. وحتى أنافس يجب أن أتعلم جيدا، وهذا ما دفعني لإرسال مصريين ليحصلوا على الدكتوراة من الخارج، وأسست مدارس لتعليم الحفائر، وأصبح لدينا 300 شاب مصري على أعلى مستوى، وهم من يعلمون معي في سقارة ووادي الملوك بالأقصر”.
كانت منصة الترفيه العالمية نتفليكس، أعلنت عن استعدادها لطرح “مجهول” سلسلة وثائقية من 4 أجزاء من إنتاج “Story Syndicate”بدأ عرض أول أفلامها في 3 يوليو المُقبل.
يروي الوثائقي “مجهول” Unknown المكون من أربعة أجزاء قصصًا تحبس الأنفاس عن مغامرات ورحلات استكشاف في مناطق مجهولة حول العالم. ويأخذنا العمل، الذي ستُبث أجزاءه أسبوعيًا، بمعدل حلقة كل أسبوع، إلى عالم يتخطى حدود المعرفة، ومغامرات شيّقة في مناطق لم تُكتشف بعد، ليفصح لنا عن أسرار عالمنا من خلال قصص لشخصيات بارزة وأماكن لم تعرضها الكاميرات من قبل.