11:53 م
الجمعة 14 يوليه 2023
القاهرة- مصراوي:
استضافت مكتبة الإسكندرية، اليوم الجمعة ١٤ يوليو، لقاء مفتوحاً مع الفنان فتحي عبدالوهاب، أداره الكاتب الصحفي والناقد الفني محمد عبدالرحمن، وذلك على هامش فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الـ 18.
ووصف عبدالوهاب بداياته بالمرحلة الشيقة في حياته، ولكن في نفس الوقت كانت صعبة حينها، بسبب عدم وضوح المستقبل الذي ينتظره، وأوضح أن دراسته للتمثيل كانت استكمالًا وتدعيمًا لموهبته، لأن الممثل يجب أن يكون قارئًا جيدًا ومُطلعًا على كل ما يخص مجال مهنته، فالدراسة بالنسبة له هى التي تُمهد طريقه الفني وتجعله يتجنب الكثير من الأخطاء والسقطات.
وعن دوره في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” قال: جاءني بالصدفة إذ كان الدور لفنان آخر، ولكن بسبب ظروف جعلت هذا الفنان يتخلف عن عدة مواعيد مع المخرج سعيد حامد، تم اختياري للدور بعد أن شاهدني المخرج سعيد حامد في العرض الخاص لفيلم البطل مع الراحل أحمد زكي”.
وعن دوره في مسلسل “ريا وسكينة” أشار أنه كان للفنان الراحل خالد صالح، ولكنه أجرى عملية جراحية “قلب مفتوح” قبل ميعاد التصوير فلم يستطع المشاركة، لهذا قام هو به بدلًا عنه، ويعتبر أن الحلقة الأخيرة من المسلسل بمثابة “ماستر سين” أو مشاهد مفصلية بالنسبة له، وأنه قام بتصويرها في 24 ساعة.
أضاف فتحي عبدالوهاب أن ذلك جاء بعد قراءته لكتاب “رجال ريا وسكينة .. سيرة سياسية واجتماعية” للكاتب صلاح عيسى، والذي رصد الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لمصر في تلك الفترة بدقة شديدة، وجعلته على دراية كبيرة بالدور الذي قدمه حين جسد شخصية وكيل النيابة “سليمان عزت”، والذي تعامل مع كل فرد في العصابة وكأنه تشكيل عصابي منفرد، مما جعل كافة مشاهد التحقيقات والاعترافات مهمة ومفصلية في العمل.
وتابع حديثه عن دوره في فيلم “ثانية واحدة” والذي يُعتبر مُختلفًا عن طبيعة الأدوار التي يُقدمها، وتطرق إلى العلاقة القوية التي تجمعه مع المُنتج محمد السبكي، وأشاد بدوره الكبير في المحافظة على بقاء السينما المصرية، وأوضح أن الهدف الأساسي للفن بالنسبة له هو الترفيه والتسلية، وأننا إذا ذهبنا إلى بُعدٍ أعلى سيكون هدفًا تثقيفيًا ولكن الترفيه والتسلية هما الأساس، لذلك يجب أن تتواجد دائمًا نوعية الأفلام الكوميدية التي تُقدم رسالة أو قصة تُروى بطريقة رشيقة ومُسلية للمُشاهد.
وردا على مُصطلح الغيرة الفنية وما يحدث في الكواليس بين المُمثلين، أكد أنه لا يلتفت أبدًا لأي شيء سوى الشخصية التي يُقدمها في العمل، ولا يهتم سوى بتقديم الدور بإخلاص وأن يكون أمينًا في تشخصيها، ولكن الغيرة بالنسبة له هى التي يشعُر بها عند مُشاهدته للأعمال التي تنال إعجابه بشدة ويتمنى أن تتوفر له الظروف والمواقف المناسبة لتنفيذ مثلها بهذه البراعة، وإن لم يشعر المُمثل بهذا فمعنى ذلك أنه لا يوجد فن.
عبدالوهاب اعتبر نفسه محظوظا لوقوفه أمام كاميرا المخرج شريف عرفة، بالإضافة إلى عمله مع مُخرجين كبار مثل خيري بشارة، داوود عبدالسيد، وهاني خليفة، ومحظوظًا بعمله مع الفنان كريم عبدالعزيز، وأنه من جيل الفنام أحمد مكي، وتعلم منهم الكثير وما زال يتعلم منهم دومًا، وأوضح أنه لا يُفضل العمل مع الأشخاص الذين لا يهتمون سوى بالشهرة التي يجلبها لهم الفن، فهو يعتبر المكاسب المادية والشهرة والحصول على مُعجبين ما هي إلى أعراض جانبية للفن.
فتحي عبدالوهاب يشارك في بطولة مسلسل الحشاشين والذي من المقرر عرضه في الموسم الرمضاني 2024، وأنهى جزءًا من تصويره وما زال قيد التنفيذ، وتدور أحداثه حول طائفة تُسمى الحشاشين، والعمل من بطولة كريم عبدالعزيز.
وأوضح أن لغة الحوار في المسلسل ستكون “لغة بيضا” أي اللغة الفُصحى الأقرب للعامية المصرية حتى تكون قريبة وسهلة ومفهومة للمُشاهد، والمسلسل من سيناريو وحوار عبدالرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي وإنتاج شركة سينرجي.
وعبر فتحي عبدالوهاب عن سعادته باستخدام صور ومشاهد من أعماله وتقديمها في شكل “كوميكس” يتبادلونها رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما بينهم، وأنه لا يغضب منها بل العكس تمامًا، لأنها تُعبر عن مواقف يمر بها شخص لا يعرفه ولكنه شعر أن هذا المشهد يُعبر عنه وعن مشاعره فاستخدهها للتعبير عن إحساسه وهذا شيئًا لطيفًا بالنسبة له.
وتحدث مازحًا عن الصورة “السيلفي” التي أُشتهر بها، وأنها أُلتقطت ونُشرت بالخطأ ووجدها في لحظة حديث الجميع، ولكنه لم يستطع حذفها بعدما شاهدها كل هذا العدد وأصبحت “تريند” في وقتها، لهذا قرر تحويلها إلى مزحة أو فكاهة وأصبح مشهورًا بها، وصار مُعجبيه وجمهوره يطلبون منه التقاط الصور معه بهذه الوضعية بشكلٍ دائم.
كما أعرب عن حُبه الشديد لواحة سيوة وأنه يذهب إليها مرة كل عام للاستمتاع بجوها الهادئ، ويشعُر فيها بالسلام والراحة النفسية بسبب جمال طبيعتها وجوها البعيد عن صخب وضوضاء المدينة، وأوضح أنه يعتبر عواصم البلدان مدنًا شرسة وعنيفة وقاسية، لذلك يُفضل الأماكن الهادئة التي يتخللها جمال الطبيعة، وهذا ما دفعه لشراء منزلًا هناك وأرضًا زراعية يزرع فيها البلح والزيتون.
وبسؤاله عن اختفاء عائلته عن الأضواء، أوضح أنه يُفضل الخصوصية ويرى أن عائلته هى مساحته الشخصية التي لا يُحب أن يتدخل بها أحد، كما أنه قليل الظهور إعلاميًا لذلك عائلته مثله، أما عن نجله وإمكانية دخوله لمجال التمثيل، فأظهر تقبله لاختياراته مهما كانت وأنه لن يجبره على الدخول أو الابتعاد عن أي مجال يُحبه، بالرغم من صعوبة التمثيل وكونه مهنة شاقة وقاسية، ولكنه لن يُعارضه إذا اختاره، وأنه يدرس الآن التصوير السينمائي ويتمنى الاستمرار والنجاح فيه.
وفي نهاية اللقاء، تم فتح باب الأسئلة للجمهور، وأجاب الفنان فتحي عبدالوهاب عن رأيه في استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، وقال إن هذا التطور لن يؤثر على مهنتي التمثيل والغناء من وجهة نظره لأنهما يعتمدان على روح وشخصية الفنان في المقام الأول، وأنه استمع إلى صوت الفنانة أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي وبالرغم من تقارب الشبه بينهما، إلى أنها كانت تفتقر إلى روح أم كلثوم وإحساسها في الغناء.