07:12 م
الإثنين 11 ديسمبر 2023
حوار- منى الموجي:
تشغله القضايا الاجتماعية، ويسعى لمناقشتها في أعماله الفنية، هو المخرج الأردني أمجد الرشيد الذي يعيش حالة من السعادة الفنية عقب مشاركة فيلمه “إن شاء الله ولد” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحصوله على ردود فعل إيجابية في عرضه العربي الأول، إلى جانب فوز بطلة الفيلم الفنانة منى حوا بجائزة أفضل ممثلة من المهرجان الذي أقيم حفل إعلان جوائز دورته الثالثة في جدة مساء يوم الخميس 7 ديسمبر.
تبدأ القصة عند استيقاظ نوال سيدة أردنية لتجد زوجها ميتًا إلى جانبها وتبدأ مشاكلها، إذ تجد نفسها معرّضة للهجوم من قبل صهرها الّذي أخذ يطالب بنصف منزلها، وبحضانة ابنتها، وبسداد ديون زوجها التي لم تكن على علم بها. أملها الوحيد هو أن تكون حاملاً بولد، وقتها سيكون المنزل لها ولأولادها.
دفعة كبيرة
وفي حواره مع “مصراوي” قال أمجد “رد الفعل من الجمهور في البحر الأحمر السينمائي على فيلم (إن شاء الله ولد) كان أكثر مما أتوقع، وكان العرض الثاني مكتمل العدد، والعرض الأول شهد حضور كبير، رد الفعل كان قوي، شاهدت كيف يضحك الجمهور ويبكي ويصفق، وسعدت بالنقاش الذي دار بيني وبين الحضور بعد العرض”.
أشار أمجد إلى أنه كان يشعر بقلق كبير لأنه العرض العربي الأول، ولأنه صنع (إن شاء الله ولد) للجمهور العربي في الأساس وينتظر كيف سوف يستقبلونه، مضيفا “وإني ابدأ بالسعودية مع الجمهور السعودي ويكون هذا الرد القوي أمر أسعدني كثيرا وأعطاني دفعة كبيرة”.
وعن السبب الذي دفعه لتبني هذه القضية، قال “حادث أنا شاهدته لإحدى قريباتي كانت في نفس وضعية نوال بطلة القصة، وبدأت بالبحث عن قصص مشابهة عن سيدات من المجتمع الأردني والعربي، وعندما بدأت احكي القصة لمن حولي وجدتهم يقولون لي إن هذا الأمر صار مع أناس يعرفونهم، فحاولت تسليط الضوء على قصص من مجتمعنا، هي قصص اجتماعية وإنسانية”.
إثارة الجدل
وبسؤاله إذا كان يخشى من أن يثير الفيلم جدلا في مجتمعاتنا العربية، خاصة وأنه يتحدث عن ثوابت وكذلك يتعلق بأمر شرعي يخص الميراث، أجاب “الهدف خلق جدلا يكون صحيا لا جدلا بيزنطيا عقيما، بالعكس هدفي تسليط الضوء على موضوعات معينة، وأحث الجمهور على إعادة التفكير وتقييم ما هو سائد من عادات وتقاليد وقوانين، من وجهة نظري حاولت عرض المجتمع كيف يتعامل مع الدين ولم أقصد الحديث عن الدين، نحن بالنهاية ممكن نعطل العقل والاجتهاد ونحكي إنها قوانين موجودة وفي الحقيقة لها تفسيرات أخرى عندما الواحد بدأ يبحث فيها أكثر، وسؤالي أين باب الاجتهاد وأين صندوق مال المسلمين، إذا أخذنا بعنصر علينا الأخذ بباقي العناصر، لا أقوم بانتقاء من الدين ما يناسبني وأترك أمور أخرى، كل هذه الأسئلة أحاول طرحها من خلال أسئلة أخلاقية في هذا الفيلم”.
الشرع والقانون
وأوضح “في النهاية أنا معك هذا الشرع والقانون 100%، أن أهل الزوج يرثون في حال أنه لم ينجب ولدا، ولكن أين روح القانون وروح الشرع، هل أهل الزوج الباحثين عن الميراث ملتزمون بالانفاق على الأيتام وزوجة المتوفى، لذلك أقول إن الفيلم اجتماعي، بالإضافة إلى أنه يحكي عن عائلتين من دينين مختلفين وطبقتين اجتماعيتين مختلفتين، وكل منهما يعاني من قوانين أغلبها اجتماعية، فهدفي لا أن احكي عن دين بعينه بالعكس أنا أحكي عن المجتمع”.
وكشف أمجد عن سبب اختياره نهاية مفتوحة لفيلم (إن شاء الله ولد)، قائلا “لأن في الحقيقة ليست المشكلة أن يكون عندها ولد أو بنت، المشكلة كيف نفكر فيهم، في النهاية الولد والبنت رزق من عند ربنا، وكلنا مؤمنون بهذا الحكي، وليس هناك رزق أحلى من رزق، النهاية سؤال يحمل سخرية من المجتمعات التي تفضل الولد على البنت”.
قضية اجتماعية
أشار أمجد إلى استعداده للمشاركة بالفيلم في مهرجانات بدول عربية أخرى الفترة المُقبلة، متابعا “الخطة لم تتضح بعد بشكل كامل بسبب ما نعانيه من ظروف في المنطقة، لكن نسعى للمشاركة في المهرجانات قبل أن يتم طرح الفيلم للجمهور في دور العرض السينمائي”.
يجهز أمجد لمشروع فني جديد يتناول أيضا قضية اجتماعية، إذ اختار مناقشة موضوع الأسرار داخل الأسرة الواحدة، ماذا لو عرف أفراد أسرة أسرار بعضهم البعض؟ هل سيقبلونها؟، مضيفا “تشغلني القضايا الاجتماعية أشعر أنها جزء مهم، وفي رأيي كيف يمكن أن نطالب بحقوق الآخرين، ولدينا قضايا لم تُحل بعد، علينا أن نحرر أنفسنا أولًا، ونحرر أفكارنا وعقولنا، الحرية يجب أن تأتي مننا لا نستوردها من الغرب.
اقرأ أيضا:
حوار| مخرج “ما فوق الضريح”: أردت تغيير صورة المهاجر العربي الموجود في فرنسا
حوار| عبدالمحسن النمر: “هجان” فيلم مهم.. وليس هناك ممثلا لا يريد العمل في مصر