01:32 م
الخميس 22 فبراير 2024
كتب-مصطفى حمزة
قوة شخصية تحية كاريوكا، وشجاعتها في مواقفها الوطنية، تظل من أبرز ملامح أيقونة الرقص الشرقي، وصاحبة التاريخ الفني الثري .
ومع احتفالنا اليوم بذكرى ميلاد أسطورة الرقص الشرقي واسمها الحقيقي الكامل بدوية تحية محمد علي النيداني كريم، إذ ولدت في مثل هذا اليوم 22 فبراير سنة 1919، في مدينة الإسماعيلية، لأب تاجر قوارب، نرصد بعض المواقف التي تصدت لها بقوة “بنت البلد” الأصيلة.
قامت تحية بدعم الفدائيين في الأربعينات، وتولت تهريب السلاح لهم في سيارتها الشخصية، و ساعدت الرئيس الراحل أنور السادات، على الهروب من الاحتلال الإنجليزي بعد اتهامه بقتل وزير المالية أمين عثمان، وأقام سنة كاملة في شقة شقيقتها بالإسماعيلية.
وقامت تحية كاريوكا، عقب قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، بالتبرع بمجوهراتها لدعم تسليح الجيش المصري
وفي عام ١٩٥٦، عندما شارك فيلم “شباب إمرأة”، في مهرجان كان السينمائي، كانت مفاجأة المهرجان الفرنسي الشهير ظهور تحية كاريوكا، بالملاية اللف، والخلخال، ونجحت في خطف الأنظار، وعندما حاولت النجمة الأمريكية ريتا هيوارث، خلال حفل عشاء إستفزاز الوفد المصري، والحديث عن العدوان الثلاثي، تصدت لها تحية.
مع بداية معركة الكرامة في 6 أكتوبر 1973، كانت تحية كاريوكا، في طليعة المتطوعين، وانضمت إلى الهلال الأحمر، وساهمت في علاج الجرحى والمصابين، وجمع التبرعات للمجهود الحربي.
سنة 1981، تصدت تحية بكل شجاعة لتولي إدارة شئون نقابة المهن التمثيلية بالكامل، لوحدها، لمدة 3 شهور، بعد اكتشافها وجود مخالفات، ونجاحها في عزل النقيب، وبعد نهاية فترتها، رفضت دخول الانتخابات على منصب النقيب.
وفي سنة 1987 تزعمت تحية كاريوكا، مع يوسف شاهين، وسعاد حسني، وعلي بدرخان، وعادل إمام، والمخرج توفيق صالح، اعتصام الفنانين في نقابة السينمائيين، ضد قرار للنقيب وقتها الكاتب سعد الدين وهبة، ووصل إصرارها على تحقيق مطالبهم، لدرجة إضرابها عن الطعام، وهي في الـ 80 من عمرها، وبعد تدهور حالتها الصحية، ونقلها للمستشفى، تدخل الرئيس مبارك، وتحدث معها لقطع إضرابها، ووقف الاعتصام.
بعد أدائها فريضة العمرة، وهي في عمر 70 سنة، فوجئت تحية كاريوكا، بوجود طفلة رضيعة على باب شقتها، وبعد سؤالها الشيخ متولي الشعراوي، شجعها على تبني الطفلة، وقال لها “دي مفتاح دخولك الجنة”.
في 20 سبتمبر 1999، وبعد معاناتها من أزمة تنفسية حادة، رحلت الفنانة تحية كاريوكا، عن عالمنا عن عمر 80 سنة، بعد مشوار فني حافل وبصمات وأدوار فنية ووطنية وإنسانية، تخلد ذكراها.