أظهرت دراسة حديثة أن مزيجا منخفض التكلفة من مكملين غذائيين شائعين قد يساهم في إضعاف أحد أخطر أنواع سرطان الدماغ، دون تسجيل آثار جانبية، مع تأكيد الباحثين أن العلاج ما يزال في مرحلته التجريبية.
وأوضح علماء من المركز المتقدم للعلاج والبحث والتعليم في مجال السرطان (ACTREC) بمدينة مومباي الهندية أن الجمع بين مادتي الريسفيراترول والنحاس أدى إلى إضعاف ملحوظ لورم الأرومة الدبقية لدى عدد محدود من المرضى، ما يفتح بابًا لإعادة التفكير في الأساليب التقليدية المعتمدة على مهاجمة السرطان مباشرة.
وبحسب الدراسة، التي قادها الدكتور إندرانييل ميترا وشملت 20 مريضًا كانوا مرشحين لجراحة دماغية، تلقى نصف المشاركين مكملًا يحتوي على الريسفيراترول والنحاس أربع مرات يوميًا لمدة تقارب 12 يومًا قبل الجراحة، بينما لم يتلقَّ النصف الآخر أي مكملات، ليشكّلوا المجموعة الضابطة، وفقا لفوكس نيوز.
وأظهرت التحاليل تغيّرات بيولوجية لافتة في الأورام المعالجة، من بينها انخفاض نشاط نمو الورم بنحو 33%، وتراجع المؤشرات الحيوية المرتبطة بالسرطان بنسبة 57%، إضافة إلى انخفاض مؤشرات شراسة الورم والخلايا الجذعية السرطانية، دون الإبلاغ عن آثار جانبية.
وخلال العمليات الجراحية، تم جمع عينات من أنسجة الأورام لمقارنة النتائج، حيث لاحظ الباحثون إزالة شبه كاملة لشظايا الحمض النووي التي تعزز الالتهاب وتزيد من عدوانية الورم.
وأشار ميترا إلى أن النحاس يلعب دورًا أساسيًا في تمكين الريسفيراترول من تفكيك هذه الشظايا الضارة، موضحًا أن هذا التفاعل يختلف عن التأثيرات المضادة للأكسدة المعروفة للريسفيراترول عند استخدامه منفردًا.
وختم ميترا بالقول إن هذه النتائج قد تمهّد لنهج مختلف في التعامل مع السرطان، يركز على تعديل سلوك الورم واحتوائه بدلًا من محاولة القضاء عليه بالكامل، مع التأكيد على الحاجة إلى دراسات أوسع لتأكيد الفعالية والسلامة.
