كتب : نرمين ضيف الله


01:00 ص


27/12/2025

اعتقد أرسطو أن البشر يمتلكون خمس حواس فقط، وأن العالم مكوّن من خمسة عناصر، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الإنسان يمتلك عشرات الحواس التي تعمل معًا لتشكيل إدراكه الكامل للعالم من حوله.

في عصر الشاشات والانشغال المستمر، غالبًا ما نتجاهل حواسنا باستثناء السمع والبصر، رغم أنها تعمل باستمرار.

تضافر الحواس تجربة متعددة الأبعاد

لا تعمل حواسنا بشكل منفصل، بل تتضافر لتكوّن تجربة موحدة. ما نشعر به يؤثر على ما نراه، وما نراه يؤثر على ما نسمعه فمثلًا، رائحة شامبو الورد تجعل الشعر يبدو أكثر نعومة، أو يمكن أن تضيف نكهات الزبادي قليل الدسم إحساسًا بالغنى والكثافة في الفم دون أي إضافات، وفق ورقة بحثية نشرها “ذا كونفيرسيشن”

الدكتور بيري سميث من جامعة لندن أشار إلى أن إدراك الروائح في الفم، والذي يصل إلى الممرات الأنفية، يتأثر بلزوجة السوائل التي نتناولها وفي تجربة أخرى، وُجد أن الضوضاء البيضاء تقلل من إدراك الطعم الحلو والمالح والحامض، بينما نكهة الطماطم وعصيرها تزداد وضوحًا عند السفر بالطائرة بسبب الضجيج المحيط.

التأثير المتبادل بين الحواس

تجارب سميث وزميله السير كولين بلاكيمور أظهرت أن الأصوات والبيئات المحيطة يمكن أن تؤثر على شعورنا بخفة أو ثقل الجسم، وعلى الطريقة التي نتذوق بها الطعام. فعلى سبيل المثال، مذاق الفواكه مثل التوت أو المانجو يعتمد بشكل كبير على عمل الأنف واللسان معًا، وليس فقط على حاسة التذوق التقليدية (الحلو، المالح، الحامض، المر).

عدد الحواس الحقيقية للإنسان

أفاد الدكتور تشارلز سبنس من جامعة أكسفورد أن عدد الحواس البشرية قد يصل إلى 22–33 حاسة، تشمل:

الإحساس بالوضع: معرفة موقع أطرافنا دون النظر إليها.

التوازن: يعتمد على الجهاز الدهليزي في الأذن، إضافة إلى البصر والإحساس بالوضع.

الإحساس الداخلي: الشعور بالتغيرات في الجسم مثل زيادة ضربات القلب أو الجوع.

الإحساس بالتحكم والملكية: القدرة على الشعور بأن أطرافنا تتحرك تحت إرادتنا، أو إدراك ملكيتها، وهو ما قد يغيبه بعض مرضى السكتة الدماغية.

مزج الحواس لتجربة واحدة

اللمس، على سبيل المثال، ليس حاسة واحدة فقط؛ فهو يجمع بين الألم، الحرارة، الحكة، والإحساس اللمسي والتذوق أيضًا يعتمد على مزيج من الشم واللمس والتذوق معًا لتكوين النكهات كما نشعر بها في الطعام والشراب كل هذه الأدلة تدعم فرضية تعدد الحواس لدى الإنسان.

شاركها.
Exit mobile version