09:00 ص
الأربعاء 10 أبريل 2024
يثير الخبز الأبيض جدلا واسعا بين خبراء التغذية، ففي حين يحذره البعض من محتواه العالي من الكربوهيدرات وتأثيره على نسبة السكر في الدم، وأكد آخرون على إمكانية تناوله كجزء من نظام غذائي صحي.
فما هو الرأي الصحيح؟
يحذر الدكتور دوان ميلور، أخصائي التغذية في جامعة “أستون”، من أن “ما يضاف إلى الخبز هو الأكثر أهمية”.
ويوضح أن “الخبز الأبيض ليس سيئا كما يعتقد الكثير من الناس، بل يجب التركيز على إضافة المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي، وذلك لا يقتصر على الخبز فقط، بل يشمل أيضًا السلطات والخضروات والبقوليات”.
يشير ميلور إلى أن الخبز الأبيض يحتوي على 49 غراما من الكربوهيدرات لكل 100 غرام، مقارنة بـ 41 غراما في خبز القمح الكامل، ولكن من حيث سرعة هضم النشويات وإنتاج الغلوكوز في الجسم، لا يوجد فرق كبير بين النوعين وفقا لما جاء بموقع “ديلي ميل”.
من جانبه، يؤكد خبير التغذية روب هوبسون أن ارتفاع نسبة السكر في الدم هو “رد فعل طبيعي لتناول الطعام”.
ويضيف أنه “لا يرى أي خطأ في تناول الخبز الأبيض أو العجين المخمر عالي الجودة، الذي يعتبر الأقل معالجة”.
يوافق الدكتور إدريس موغال على ذلك، حيث يشير إلى أن “الخبز مجرد طاقة، وسيتحلل إلى الغلوكوز في النهاية”.
ويؤكد أنه “لا ضرر من تناول الخبز كجزء من شطيرة غداء مع الخس وصدر الدجاج المشوي وربما بعض المخللات”.
ومع ذلك، يشير خبراء آخرون إلى أن الخبز الأبيض يعد من الأطعمة الفائقة المعالجة (UPF)، التي تُثير قلقًا بسبب مخاطرها المفترضة على الصحة، حيث ربطتها الدراسات بأمراض السرطان وأمراض القلب.
يوضح الدكتور ميلور أن “بعض المواد المضافة إلى الخبز قد تبدو وكأنها مواد كيميائية سيئة، مثل حمض الأسكوربيك المدرج تحت اسم E300، لكنه في الواقع فيتامين C”.
ويبين أن “هذا الحمض يعمل كعامل مؤكسد يساعد الغلوتين على تكوين روابط تعطي الخبز ملمسا أفضل”.
يقر هوبسون بأن الخبز الأبيض المعبأ ورخيص الثمن “منخفض الألياف” و”يسهل الإفراط في تناوله”.
وينصح في هذه الحالة باختيار خبز الحبوب الكاملة، ومحاولة ملئه بمكونات صحية مثل البروتين والخضار للمساعدة في تقليل تأثيره على مستويات السكر في الدم.
في النهاية، يبدو أن الخبز الأبيض ليس “عدوا” صريحا للصحة، ولكن يجب تناوله باعتدال واختيار الأنواع عالية الجودة الغنية بالألياف، وتناوله كجزء من نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الهامة.
ويفضل استشارة أخصائي التغذية لتحديد الكمية المناسبة من الخبز في النظام الغذائي، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الصحية الفردية.