08:00 ص
السبت 09 مارس 2024
في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، باتت الشاشات رفيقا لا غنى عنه للكبار والصغار على حد سواء.
لكن، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الشاشات قد تخفي خطرا داهما على صحة أطفالنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بتطورهم اللغوي.
فقد أظهرت دراسة أسترالية حديثة أن الإفراط في مشاهدة التلفزيونات والهواتف والألواح الرقمية يؤثر سلبا على اكتساب الأطفال للغة، مما قد يؤدي إلى تأخر اندماجهم في المجتمع وتطورهم السلوكي بشكل عام.
ففي هذه الدراسة، قام الباحثون بتتبع 220 عائلة أسترالية لمدة عامين، حيث قاموا بتسجيل جميع الأصوات المحيطة بالأطفال خلال 16 ساعة يوميًا داخل المنزل.
وكشفت النتائج أن الأطفال الذين يتعرضون للشاشات بشكل مُفرط يفقدون فرصة سماع أكثر من 1000 كلمة ينطق بها البالغون كل يوم، مما يؤثر على تطور لغتهم بشكل ملحوظ.
ويزداد هذا التأثير سوءًا مع تقدم عمر الطفل، حيث يصبح أكثر عرضة لفقدان المهارات اللغوية الأساسية مثل التحدث والاستماع والتواصل مع الآخرين.
ولكن، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر النمو اللغوي بسبب الشاشات؟
يعتقد أن الإفراط في مشاهدة الشاشات يقلل من التفاعل بين الأطفال والبالغين، مما يحرمهم من فرصة تعلم اللغة من خلال التواصل المباشر.
كما أن المحتوى الذي يُقدمه التلفزيون والهواتف لا يناسب احتياجات الأطفال اللغوية، خاصةً في المراحل المبكرة من حياتهم.
لذلك، فإن الحرص على الحدّ من استخدام الأطفال للشاشات، وتخصيص وقت للتفاعل معهم والتحدث إليهم بشكل مباشر، يعد أمرا ضروريا للحفاظ على تطورهم اللغوي ونموهم بشكل عام.