حسمت وزارة الصحة والسكان، في بيان رسمي، الجدل حول سبب المرض الغامض في قنا، والذي أصاب عدة أشخاص، من عدة أيام.
وأكدت الوزارة، في بيان، أنه بعد تقصي الوضع الوبائي المتعلق بوجود حالات مرضية في نجع سندل التابع لقرية العليقات بمركز قوص ــ محافظة قنا، قامت فرق وزارة الصحة، بمناظرة الحالات وأخذ عينات معملية للفحص من الحالات التي ظهر عليها الأعراض المرضية، كما تم أخذ عينات بيئية من المياه والصرف الصحي، وأخذ عينات من البعوض ويرقات البعوض، خضعت جميعها للفحص بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان.
وأظهرت نتائج التقصي والتحاليل المعملية ونتائج قياس كثافات البعوض والتصنيف والترصد الحشري وفحص اليرقات، وجود البعوضة الناقلة لمرض حمى (الضنك) والمعروفة باسم الزاعجة المصرية، كما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام).
ولكن ما هي الحشرة المتسببة في المرض الغامض بقنا؟.
وحمى الضنك هو مرض يُنقل بالبعوض، وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، وفقا لموقع mayoclinic.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن ما يقرب من نصف سكان العالم معرّضون لخطر الإصابة بحمى الضنك في الوقت الراهن، حيث تشير التقديرات إلى حدوث نحو 100 إلى 400 مليون حالة عدوى سنوياً.
الأسباب
يكثر انتشار نوعي البعوض الذي يتسبب غالبًا في نقل فيروسات الضنك في أماكن إقامة الإنسان وما حولها.
عندما تلدغ البعوضة شخصًا مصابًا بحمى الضنك، ينتقل الفيروس إلى البعوضة، وبعد ذلك، عندما تلدغ البعوضة المصابة شخصًا آخر، يدخل الفيروس مجرى دم هذا الشخص ويسبب العدوى.
وبعد أن تتعافى من حمى الضنك، ستتكوّن لديك مناعة طويلة المدى ضد نوع الفيروس الذي أصابك، لكن ليس ضد الأنواع الثلاثة الأخرى لفيروسات حمى الضنك، وهذا يعني أنك قد تصاب مجددًا في المستقبل بأحد الأنواع الثلاثة الأخرى للفيروس، ويزيد خطر إصابتك بحمى الضنك الشديدة إذا أُصِبت بحمى الضنك للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
الأعراض
تتسبب حمى الضنك الخفيفة في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
يمكن أن يؤدي أحد أشكال حمى الضنك الشديدة -والمعروف باسم حمى الضنك النزفية- إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم والوفاة.
وتُصاب ملايين الحالات بعدوى حمى الضنك حول العالم كل عام، وهي أكثر شيوعًا في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ الغربية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
ولكن أصبح هذا المرض ينتشر في مناطق جديدة، بما في ذلك تفشيه في أوروبا والمناطق الجنوبية من الولايات المتحدة.
وعندما تظهر الأعراض، فقد تُشخّص بالخطأ على أنها أعراض لأمراض أخرى، مثل الإنفلونزا، وتبدأ في الظهور عادةً بعد فترة تتراوح بين أربعة أيام و 10 أيام من التعرض للدغة بعوضة مُعدية.
وتُسبب حُمّى الضنك حدوث حُمّى شديدة تبلغ 104 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية)، وأي من المؤشرات والأعراض التالية:
الصداع
ألم العضلات أو العظام أو المفاصل
الغثيان
القيء
ألم خلف العينين
تورم الغدد
الطفح الجلدي
فترة التعافي
يتعافى معظم الأشخاص خلال أسبوع أو نحو ذلك، وتزداد الأعراض سوءًا في بعض الحالات وقد تصبح مهددة للحياة، ويعرف ذلك بحمى الضنك الحادة أو حمى الضنك النزفية أو متلازمة صدمة الضنك.
علامات حمى الضنك الشديدة
إن المؤشرات التحذيرية لحمى الضنك الحادة، التي تمثل حالة طارئة مهددة للحياة، يمكن أن تتطور بسرعة.
وتبدأ المؤشرات التحذيرية عادة في اليوم الأول أو خلال يومين بعد زوال الحمى، وقد تتضمن أعراضا كالتالي:
الألم الشديد في المعدة
القيء المستمر
النزيف من اللثة أو الأنف
وجود دم في البول أو البراز أو القيء
النزيف تحت الجلد الذي قد يشبه الكدمات
صعوبة أو سرعة في التنفس
الإرهاق
متى تزور الطبيب
حمى الضنك الحادة حالة مرضية طارئة مهددة للحياة، اطلب الرعاية الطبية الفورية إذا زرت مؤخرًا منطقة تنتشر فيها حمى الضنك أو أُصبت بالحمى وظهر عليك أي مؤشر من المؤشرات التحذيرية.
تشمل المؤشرات التحذيرية ألمًا حادًا بالمعدة أو قيئًا أو صعوبة التنفس أو دمًا في الأنف أو اللثة أو القيء أو البراز.
إذا كنت قد سافرت مؤخرًا وأُصبت بحمى وأعراض خفيفة من حمى الضنك، فتوجه لطبيب.
عوامل الخطر
تكون معرضًا بشكل كبير لخطر الإصابة بحمى الضنك أو نوع آخر من المرض أكثر حدة في الحالات الآتية:
العيش في المناطق الاستوائية أو السفر إليها، إن وجودك في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية يزيد من خطر تعرضك للإصابة بالفيروس الذي يتسبب في حمى الضنك، خاصة المناطق مرتفعة الخطورة وتشمل جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ الغربية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
الإصابة بحمى الضنك من قبل، تزيد الإصابة السابقة بفيروس حمى الضنك من خطر الإصابة بأعراض شديدة في حالة الإصابة بالحمى مرة أخرى.
المضاعفات
إذا كانت حمى الضنك حادة، فإنها يمكن أن تسبب نزيفًا داخليًا وتلفًا للأعضاء، يمكن أن ينخفض ضغط الدم إلى مستويات خطيرة تسبب صدمة، وفي بعض الحالات تؤدي إلى الوفاة.
يمكن أن تنقل النساء، المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل، الفيروس إلى الطفل عند الولادة، بالإضافة إلى ذلك، يكون أطفال النساء المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل معرضين بشكل أكبر لخطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزنهم عند الولادة أو إصابتهم بالضائقة الجنينيَّة.
أفضل طرق للوقاية
في جميع أنحاء العالم التي تنتشر فيها حمى الضنك، يتوفر لقاح معتمد للوقاية من حمى الضنك (معروف باسم دينجفاكسيا) حيث يُستخدم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و45 عامًا وقد تعرضوا بالفعل للإصابة بحمى الضنك مرة واحدة على الأقل، ويؤخذ تطعيم اللقاح على ثلاث جرعات خلال 12 شهرًا.
ويُصرَّح التطعيم باللقاح فقط للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي موثق من الإصابة بحمى الضنك أو الذين أجروا تحليل دم يؤكد إصابة سابقة بعدوى فيروسات الضنك – وهذا ما يُعرف باسم الإيجابية المصلية.
أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يتعرضوا للإصابة بحمى الضنك (السلبية المصلية)، فإن التطعيم باللقاح يزيد من مخاطر الإصابة بحمى الضنك الشديدة ودخول المستشفى بسببها في المستقبل.
كما أن أفضل طريقة لمنع العدوى في المناطق التي يشيع فيها المرض هي تجنب لدغات البعوض واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من أعداد البعوض.
ابقَ في أماكن إقامة مكيفة أو محكمة الإغلاق، يزيد نشاط البعوض الذي يحمل فيروسات حمى الضنك في الفترة من الفجر حتى الغسق، لكن يمكنه أيضًا اللدغ أثناء الليل.
ارتدِ ملابس واقية، عندما تذهب إلى مناطق مليئة بالبعوض، ارتدِ قميصًا بأكمام طويلة وسراويل طويلة وجوارب وأحذية.
استخدم طاردًا للبعوض، يمكنك وضع البيرمثرين على الملابس والأحذية ومعدات التخييم والناموسيات، للحفاظ على سلامة جلدك، استعمل طاردًا يحتوي على مركب ثنائي إيثيل تولواميد بتركيز نسبته 10% على الأقل.
قلل أماكن تكاثر البعوض، حيث يعيش البعوض الذي يحمل فيروس حمى الضنك عادة داخل البيوت وحولها، ويتكاثر في الماء الراكد الذي يمكن أن تتجمع فيه أشياء مثل إطارات السيارات المستعملة، يمكنك المساعدة على تقليل أعداد البعوض عن طريق القضاء على أماكن التكاثر التي يضع البعض فيها. أفرغ الحاويات التي تحتفظ بالماء الراكد مثل حاويات النباتات وأطباق الحيوانات والمزهريات ونظفها مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. أبقِ حاويات الماء الراكد مغطاة بين كل مرة تنظيف والتي تليها.