07:00 ص
السبت 21 ديسمبر 2024
تشهد الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وخاصة مرض الزهايمر، مقارنة بالرجال.
في السابق، كانت الأسباب تُعزى إلى طول عمر النساء واختلافات جينية، لكن دراسة حديثة من مركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا تسلط الضوء على عامل جديد، وهو التمييز على أساس الجنس الذي تتعرض له النساء.
وبحسب البحث، الذي شمل بيانات أكثر من 21,000 شخص، تبين أن الفروق في الوصول إلى الموارد والسلطة تسبب تغييرات سلبية في دماغ النساء، مما يسهم في تطور الخرف، وبحسب “دايلي ميل”
9 سنوات من التدهور المعرفي
أظهرت النتائج أن النساء في الولايات الأمريكية التي تشهد مستويات أعلى من التمييز على أساس الجنس يعانين من تدهور معرفي يسبق الآخرين ب9 سنوات، مقارنة بنظيراتهن في الولايات التي تشهد تمييزاً أقل.
وقالت الدكتورة جوستينا أفيلا ريغر، العالمة المساعدة التي قادت الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن معالجة قضايا عدم المساواة الاجتماعية قد تكون وسيلة فعالة لتقليل عبء مرض الزهايمر بين النساء.
التفاوتات البنيوية تخلق حواجز أمام الفرص والموارد التي تعزز الصحة، ما يؤدي في النهاية إلى تفاوتات صحية مزمنة تؤثر على الدماغ وتسبب تدهوراً معرفياً، وفي النهاية الخرف”.
الإحصائيات حول الزهايمر
يُصاب حوالي 6.2 مليون أمريكي بمرض الزهايمر، وهو أكثر أنواع الخرف شيوعاً، وحوالي ثلثي هؤلاء المرضى هم من النساء. كما تُظهر تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن النساء يعشن في المتوسط 5 سنوات أطول من الرجال.
في الدراسة، قام العلماء بتحديد “درجة التمييز البنيوي على أساس الجنس” لكل ولاية من خلال مقارنة نسب الرجال إلى النساء في القوى العاملة ومعدلات الوفيات بين الأمهات، وغيرها من العوامل التي تمت دراستها بين عامي 1910 و1960.
الترابط الثقافي
وتمت مقارنة هذه البيانات مع معدلات الخرف بين النساء في كل ولاية ممن وُلدن في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. كان الهدف من ذلك فهم تأثير المواقف الثقافية والتمييز الذي تعرضن له أثناء نشأتهن، والذي قد يكون أسهم في تلف الدماغ المسبق لخرف لاحق.
النتائج
أظهرت نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة الزهايمر والخرف، أن النساء في الولايات التي تشهد أعلى مستويات من التمييز الجنسي كانت أكثر عرضة للإصابة بالخرف. بشكل عام، كانت ولاية ميسيسيبي هي الأكثر تمييزاً ضد النساء في الستينيات، بينما كانت ولاية كونيتيكت الأقل تمييزاً.
على الرغم من أن الباحثين لم يقترحوا آلية بيولوجية لشرح هذا الفرق، إلا أنهم افترضوا أن الاختلافات في التعرض للعمل والموارد منذ وقت مبكر في الحياة قد تكون وراء هذه الفجوات.
وقالت الدكتورة أفيلا ريجر: “من الممكن أن يكون للتمييز تأثيرات مباشرة وغير مباشرة تتراكم بمرور الوقت. نحن بحاجة إلى معالجة هذا التأثير على الصحة الإدراكية للنساء، وهو أمر مهم عند وضع التوصيات لصناع السياسات”.