05:30 ص
الجمعة 31 يناير 2025
كشفت دراسة حديثة أن التوتر الذي تتعرض له المرأة أثناء فترة الحمل قد يترك آثارًا وراثية على الجينات الموجودة في المشيمة، ويرتبط بهرمون الكورتيزول، الذي يلعب دورًا حيويًا في نمو الجنين هذه التغيرات قد تؤثر على تطور الطفل منذ مراحل مبكرة جداً.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في جامعة برشلونة ومعهد ماكس بلانك في ميونيخ، أن صحة الأم العاطفية أثناء الحمل، وخاصة في مراحله الأولى، ليست مهمة فقط لصحة الأم نفسها بل أيضًا لصحة الطفل في المستقبل.
وتُعتبر المشيمة عضوًا حيويًا أثناء الحمل، حيث لا تقتصر وظيفتها على توفير الأوكسجين والمواد المغذية للجنين، بل تلعب أيضًا دورًا في استجابته لضغوط الأم وتساعده على التكيف مع البيئة المحيطة.
إلا أن الآليات التي يتكيف بها الجسم مع هذه الضغوط وكيف تؤثر على تطور الجنين لا تزال غير مفهومة بالكامل.
التجربة البحثية
شملت الدراسة 45 امرأة حامل للمرة الأولى في صحة جيدة خلال فترة الحمل، قام فريق البحث بقياس مستويات الكورتيزول وأعراض الاكتئاب لدى المشاركات، وبعد الولادة تم تحليل المشيمة.
وفي الأسبوع السابع، خضع الأطفال لاختبار متخصص لقياس النمو العصبي (اختبار Brazelton’s NBAS).
استخدم الباحثون تقنية تسلسل متقدمة لفحص التغيرات الجينية في مناطق واسعة من الحمض النووي، مما سمح لهم بالحصول على رؤية مفصلة لاستجابة المشيمة لضغوط الأم.
التغيرات الجينية
تحديد الفريق البحثي للتغيرات في الجينات التي تشارك في تنظيم الكورتيزول، مثل HSD11B2 وNR3C1 وFKBP5، كان مفتاحًا لفهم تأثيرات الإجهاد على تطور الجنين.
وأشار الباحثون إلى أن الإجهاد الأمومي يمكن أن يترك آثارًا وراثية على جينات المشيمة.
وهذه التغيرات لا تعدل البنية الجينية نفسها، ولكنها تؤثر في وظيفتها، مما قد يساهم في تغيير استجابة الجنين لتقلبات البيئة المحيطة به، وفق”مديكال إكسبريس”.
النتائج
أكدت الدراسة أن الإجهاد الأمومي، وخصوصًا في بداية الحمل، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الجينات المتعلقة بتنظيم الكورتيزول، وهو هرمون أساسي في استجابة الجسم للإجهاد.
هذه التغييرات قد تؤثر بشكل كبير على نمو الجنين وصحة الطفل في المستقبل.