11:00 ص
الخميس 11 أبريل 2024
كشفت دراسة بريطانية حديثة عن وجود التهاب مستمر في الدم لدى المرضى الذين يعانون من “كوفيد طويل الأمد” بعد دخولهم المستشفى بسبب عدوى SARS-CoV-2.
وخلصت الدراسة، التي أجراها باحثون من إمبريال كوليدج لندن، إلى أن هذا الالتهاب المستمر يمكن أن يكون سببا لأعراض “كوفيد طويل الأمد” المتنوعة، مما يشير إلى إمكانية علاجه باستخدام الأدوية الموجودة التي تعدل جهاز المناعة في الجسم.
وشملت الدراسة أكثر من 650 شخصًا تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب “كوفيد-19” الحاد، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: أولئك الذين يعانون من أعراض “كوفيد طويل الأمد” بعد ستة أشهر على الأقل من الإصابة، وأولئك الذين تعافوا تمامًا من المرض.
وقام الباحثون بمقارنة عينات الدم من المجموعتين، ووجدوا أن المرضى الذين يعانون من “كوفيد طويل الأمد” يظهرون نمطا من تنشيط الجهاز المناعي، ما يشير إلى التهاب الخلايا النخاعية (الخلايا القوية) وتنشيط عائلة من بروتينات الجهاز المناعي تسمى النظام المتمم.
و أوضح البروفيسور بيتر أوبنشو، من معهد إمبريال الوطني للقلب والرئة والمحقق الرئيسي في مؤسسة ISARIC-4C، أن “هذه الدراسة تعد خطوة مهمة إلى الأمام وتوفر رؤى حاسمة حول أسباب مرض كوفيد الطويل الأمد”.
وأضاف أوبنشو: “تشير النتائج إلى أن الأدوية الموجودة التي تعدل جهاز المناعة في الجسم، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو مثبطات المناعة، يمكن أن تكون مفيدة في علاج “كوفيد طويل الأمد” ويجب التحقيق فيها في التجارب السريرية المستقبلية”.
كما أشارت الدكتورة فيليسيتي ليو، من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال، إلى أن “تشير النتائج إلى أن التنشيط المتمم والتهاب النخاع الشوكي يمكن أن يكونا سمة شائعة لمرض كوفيد طويل الأمد بعد العلاج في المستشفى، بغض النظر عن نوع الأعراض”.
و أضافت ليو: “من غير المعتاد العثور على دليل على التنشيط المتمم المستمر بعد عدة أشهر من زوال العدوى الحادة، ما يشير إلى أن أعراض كوفيد طويل الأمد هي نتيجة للالتهاب النشط”.
تقدم هذه الدراسة نتائج هامة لفهم “كوفيد طويل الأمد” وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للعلاج.
وتؤكد على أهمية الاستمرار في البحث عن أدوية فعالة للتخفيف من معاناة المرضى الذين يعانون من هذا المرض المستجد.