قرية أوروبية تمنع سكانها من الإصابة بأمراض خطيرة.. ما قصتها؟

09:30 م

الأحد 02 مارس 2025

كتب – سيد متولي

أصدر عمدة بلدة صغيرة في جنوب إيطاليا قرارا بمنع سكانها من الإصابة بأمراض خطيرة.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن المرسوم الذي أصدره أنطونيو تورشيا، عمدة بيلكاسترو، يأمر السكان بـ “تجنب الإصابة بأي مرض أو علل تتطلب تدخلاً طبيا”، وعدم التعرض لحوادث أو المخاطرة التي قد تعرض صحتهم للخطر ، بحسب euronews.

وبدلاً من ذلك، يُنصح بالبقاء في المنزل قدر الإمكان، وعدم الخروج للسفر أو ممارسة الرياضة.

وتهدف هذه القاعدة الغريبة إلى لفت الانتباه إلى افتقار المناطق النائية إلى إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.

ولا تتوفر رعاية طارئة خلال الليل أو في أيام العطلات، وغالبًا ما يتم إغلاق العيادة الصحية، وتقع أقرب غرفة طوارئ على بعد حوالي 45 كيلومترًا في كاتانزارو.

وهذه مشكلة بالنسبة لسكان بيلكاسترو المسنين، نظرا لأن حوالي نصف السكان البالغ عددهم 1200 نسمة يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر.

وقال تورشيا للتلفزيون الإيطالي: ” هذا ليس استفزاز، بل إن الأمر عبارة عن صرخة طلب مساعدة، وطريقة لتسليط الضوء على وضع غير مقبول”.

نقص الأطباء

تقع بيلكاسترو في الجزء الجنوبي من كالابريا، إحدى أفقر المناطق في إيطاليا، ويوجد في كالابريا نحو 1700 طبيب عام لسكان يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، وفقًا لأحدث البيانات الحكومية.

وتواجه المنطقة بأكملها نقصًا حادًا في الرعاية الصحية، ما دفع واحدًا من كل خمسة من سكان كالابريا إلى البحث عن العلاج الطبي في أجزاء أخرى من إيطاليا.

ومنذ عام 2022، قامت الحكومة بتجنيد مئات الأطباء الكوبيين لسد الفجوات، لكن الباحثين يقدرون أن هناك حاجة إلى 2500 طبيب آخر لضمان سير العمليات بشكل طبيعي.

وهذه مشكلة أوسع نطاقاً بالنسبة للبلاد، ففي كل عام، يغادر نحو ألف طبيب إيطاليا للعمل في الخارج، ما يجعلها واحدة من الدول الأوروبية الأكثر عرضة لفقد أطبائها بسبب الفرص المتاحة في أماكن أخرى.

وحذر تورشيا من أن عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية قد يؤدي إلى مشاكل لمستقبل المدن الصغيرة مثل بيلكاسترو، وأضاف: “إذا لم نقدم الخدمات الأساسية فإن سكان هذه المدن والقرى ستموت خلال عشر سنوات”.