09:00 م
السبت 27 يناير 2024
كتبت- أميرة حلمي
اشتهر قدماء المصريين بولعهم بكل ما يتعلق بالقطط، وكانوا ينظرون إليها على أنها مخلوقات مقدسة تستحق التبجيل، وقد شمل هذا التبجيل تحنيط القطط الميتة، وبناء مقابر خاصة بها، وحتى إطلاق أسماء القطط على الأطفال.
ويرجع جزء كبير من هذا التبجيل إلى أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن آلهتهم وحكامهم لديهم صفات تشبه القطط، فقد كانوا ينظرون إلى القطط على أنها رمز للازدواجية في المزاج، فهي من ناحية يمكن أن تكون وقائية ومخلصة ومهتمة، ولكن من ناحية أخرى يمكن أن تكون مشاكسة وشرسة.
ووضح المرشد السياحي محمود الأسواني لـ مصراوي، أن القطط كانت محبوبة للمصريين القدماء، لقدرتها على اصطياد الفئران والثعابين، مما كان يساهم في حماية المحاصيل والممتلكات.
وأضاف أن المصريون القدماء أطلقوا على القطط أسماء تدل على هذه الصفات، مثل “ميت” (أي القطة) و”باستيت” (أي الإلهة باستيت التي تشبه القطة).
ومع ذلك، فقد أشارت الكثير من الأبحاث إلى أن هذا الهوس بالقطط لم يكن دائمًا لطيفًا ومحببًا، وهناك أدلة على وجود جانب أكثر شرًا في افتتان المصريين القدماء بالقطط. فقد كانت هناك صناعات بأكملها مخصصة لتربية الملايين من القطط الصغيرة التي سيتم قتلها وتحنيطها حتى يمكن دفن الناس بجانبها.
وفقاً لموقع live science، هناك دراسة نشرت عام 2023 في مجلة التقارير العلمية، حمل العلماء تم إجراء مسح بالأشعة السينية المقطعية الدقيقة على الحيوانات المحنطة – وكان أحدها قطة. وقد مكنهم ذلك من إلقاء نظرة تفصيلية على هيكله العظمي والمواد المستخدمة في عملية التحنيط.
وعندما حصل الباحثون على النتائج، أدركوا أن المخلوق كان أصغر بكثير مما توقعوه. وقال مؤلف الدراسة ريتشارد جونستون، أستاذ علم الأحياء في جامعة سوانسي في المملكة المتحدة: “لقد كانت قطة صغيرة جدًا، لكننا لم ندرك ذلك قبل إجراء المسح لأن الكثير من المومياء، حوالي 50٪ منها، مكونة من الغلاف”.
وأضاف جونستون: “عندما رأيناه على الشاشة، أدركنا أنه كان صغيرًا عندما مات”، وكان عمره أقل من 5 أشهر عندما كُسرت رقبته عمدًا.
وأوضح جونستون أن ممارسة التضحية بالقطط لم تكن نادرة، فقد تم تربيتهم في كثير من الأحيان لهذا الغرض، وكانت هناك مزارع مخصصة لبيع القطط.
وكانت هذه الممارسة تتم غالبًا كذبيحة نذرية لآلهة مصر القديمة، وذلك لاسترضاء أو طلب المساعدة من الآلهة.
وهكذا، فإن قصة القطط في مصر القديمة هي قصة معقدة، تعكس مدى ازداوجية العلاقة بين البشر والحيوانات، ففي الوقت الذي كانت فيه القطط تحظى بالاحترام والتبجيل، كانت أيضًا ضحية للآلهة.
اقرأ أيضا:
كان يستخدمه الرجال ويُصنع من الخنافس.. مراحل تطور أحمر الشفاه
ليه بنعمل “أربعين” للمتوفى؟.. اعرف أصل الحكاية
ليه الفراعنة ماكانوش بيلبسوا شتوي؟.. إليك السبب
من هي أول أم احتفلت بسبوع طفلها.. وإيه أصل المناسبة؟ “فيديو”
ما السر وراء تميز توابل أسوان وعطورها؟.. “مفيش أحلى منها”
أربعينية الشتاء عند المصريين القدماء.. متى تبدأ وتنتهي؟