لماذا يخشى الصعايدة من قول “أحبّك”؟

09:00 م

الخميس 22 أغسطس 2024

كتب- أحمد الضبع:

لا شكّ أن التعبير عن المشاعر من الأمور شديدة الحساسية لدى الكثيرين، لكن يبدو أن هناك صعوبة خاصة في بعض الثقافات، مثل الثقافة الصعيدية، التي يجد أصحابها حرجًا من قول “أحبّك”.

الشاعر الأسواني سيد العديسي عبّر عن ذلك في قصيدته الشهيرة، قائلاً: “كأي صعيدي، لا أستطيع قول أحبك، وكلما قررت القفز على التقاليد لأقولها، خرجت: كيف حالك؟ فاعذريني لأنني: كيف حالك جدا”، وهو ما يعكس بوضوح كيف أن التقاليد والعادات في الصعيد قد تؤثر على طريقة التعبير عن المشاعر.

أسباب الخوف من قول “أحبّك”

في حديثها لموقع “مصرواي”، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري علم النفس والعلاقات الزوجية، أنّ المجتمع الصعيدي يتميز بالوقار وحسن السلوك، ويفضل أفراده الحصول على الاحترام بدون الحاجة إلى إظهار العاطفة.

وأشارت “عبد الله” إلى أنّ المجتمع الصعيدي يحرص على الحفاظ على صورة القوة والثبات، حتى لو كان ذلك يعني إخفاء المشاعر، مشيرة إلى أنّ تقاليد الصعايدة تربط الرجولة بقوة الشخصية والقدرة على التحكم في العواطف، وليس بالتعبير عنها.

وأوضحت أنه بالنسبة للعديد من الصعايدة، يعتبر التعبير عن الحب ضعيفًا ويقلل من مكانتهم أمام أنفسهم والآخرين، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن بعض الأفراد قد يفعلون أشياء جيدة مع شريك الحياة أو المحب مثل المساعدة وقت الحاجة وتقديم الهدايا، فإنهم يعتقدون أن تعبيرهم بالكلمات عن الحب يقلل من قيمتهم كرجال.

التأثيرات النفسية والعاطفية

وأكدت “عبد الله” أن البيئة القاسية وارتفاع درجات الحرارة في الصعيد، قد تدفع الناس إلى الاعتماد على القوة البدنية بدلاً من التعبير عن العواطف، فيجد الطفل نفسه بحاجة دائمًا إلى إظهار قوته، ومع عدم منحه الفرصة منذ البداية لقول كلمة “أحبّك” يواجه حرجًا في قولها عندما يصبح شابًا.

أمّا عن الفتيات، فتقول استشاري علم النفس والعلاقات الزوجية، أنّ البنت في الصعيد نشأت على الالتزام بالحياء، وأنه من العيب قول كلمة “أحبّك” حتى ولو كانت للزوج.

واختتمت بالإشارة إلى أنه من الضروري أن يتم تدريب الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، سواء كانت حبًا أو حزنًا، لأن ذلك يسهم في صحتهم النفسية وتوازنهم العاطفي.