01:00 ص
الخميس 13 يوليه 2023
وكالات:
عندما يتغيب عدد من الزملاء في العمل في وقت واحد بسبب نزلات البرد المستمرة أو الاصابة بفيروس منتشر، و في بعض الأحيان بسبب الارهاق فقط، غالبا ما يسبب ذلك ضغطا على أفراد فريق العمل الأصحاء، ولكن العمل يجب أن يستمر.
وتقول اني كاترين ماتيسيك، الطبيبة النفسية في مدينة كولونيا” الكثير من العاملين يفترضون أن على مديرهم أن يلاحظ أنهم يواجهون ضغطا في العمل، ولكن المدير غالبا ما يكون نفسه تحت ضغط”.
لذلك يقوم العاملون بالتحمل وانتظار الراحة، وربما يشعرون ببعض البطولة أثناء تحملهم الضغط، ولكن ماتيسيك ، التي تقدم النصائح للشركات بشأن إدارة العاملين بصورة صحية، تحذر من أن هذه استراتيجية غير صحية.
ويمكن أن يتمثل الإعياء والارهاق بطرق مختلفة بدنيا وعقليا: ربما يشعر المرء بعدم التركيز وعدم الرضا و سرعة الغضب ويرتكب الأخطاء، كما أنه لا يكون لديه الوقت لتناول الطعام، ولا تعد لديه رغبة للقاء أصدقائه بعد العمل.
وربما يلجأ البعض لتدخين السجائر والافراط في شرب الكحوليات وعدم النوم بصورة جيدة وحتى الاصابة بخفقان القلب. وتقول ماتيسك ” كل هذه إشارات مقلقة”، مضيفة ” بعد ذلك يجب أن تطلب على الفور أن تتحدث مع أحد”.
ولكن ما هي أفضل طريقة للتصرف بالنسبة للجميع؟ حتى إذا كان الفريق بأكمله يعاني من هذا الوضع، لن يساعد في حسمه اقتحام مكتب المدير، مما يمكن أن يتسبب في شعور غير محبب من جابنهم.
بدلا من ذلك، توصي ماتيسك بإجراء أحاديث بصورة فردية مع تقديم مقترحات فعلية: كيف يمكن تصنيف أولوية المهام بصورة مختلفة؟ ما هي المهام التي يمكن إرجاؤها من أجل استكمال مهمة جديدة مهمة في الوقت المطلوب؟.
وتقول مايتسيك” من الأفضل التأكيد على الهدف المشترك”. على سبيل المثال، من الممكن أن يكون هو ” من مصلحتنا أن تكون جودة العمل على ما يرام”.
ولكن المستوى المرتفع من الاجازات بسبب المرض يمثل تحديا أيضا لقائد الفريق أو رئيس الإدارة. ماذا إذا لم يكن هناك سبل لعلاج الوضع؟ على سبيل المثال، لأن الموازنة وخطة التوظيف لا تسمحان بتعيين المزيد من العاملين، أو لانك يمكن أن تقع في مشكلة إذا كانت الحسابات خاطئة في نهاية الشهر.
ويقول هنريك لودرتز، الذي يعمل مدربا في مجال الادارة في دوسلدورف ” من المهم بالنسبة لمناخ العمل بين العاملين أن لا يتم التقليل من شأن المشاكل الناجمة عن نسب المرض المرتفعة ولكن يجب أن يتم عرضها بشفافية “. وإلا سوف يشعر العاملون أنه لا يتم معاملتهم بصورة جدية. “
وبدلا من ذلك ينصح لودرتز العاملين بالتحدث مع بعضهم البعض والبحث عن سبل لتخفيف الضغط: هل يمكن توكيل المهام لمصادر خارجية؟ هل يمكن جعل العروض أقل استهلاكا للوقت؟.
ولكن لا يكون هذا كافيا دائما. ويقول لودريتز ” ربما تصل لمرحلة يكون قد تم استنفاد جميع الموارد فيها، ومازال ضغط العمل مستمرا”. وأضاف” حين ذاك يمكن أن تقول بصراحة: هذا كل ما أستطيع القيام به في الوقت الحالي”.
لذلك ماذا يتعين على المديرين عدم القيام به؟ تقديم الوعود التي لا يمكنهم الإيفاء بها، حسبما قال لودريتز.
مع ذلك، يجب أن تراقب الذين يعملون، والذين أيضا يتغيبون بسبب المرض، وهو ما يمكن اعتباره عملا متوازنا. فهناك أشخاص يذهبون للعمل وهم يسعلون ويجب إرسالهم إلى المنزل، في حين هناك آخرون يبقون في السرير، ولكنهم يشعرون بالذنب لعدم قدرتهم على إتمام العمل.
وتوصي ماتيسك بإزالة الضغط عنهم من خلال المساعدة بجمل مثل :” نحن نحتاجك هنا، بالطبع، ولكن يتعين أن تكون سليما” أو ” سوف نفتقدك، بالطبع، ولكن الصحة تأتي أولا “.
من ناحية أخرى، ربما يكون هناك شخص في الفريق ليس مريضا مثلما يقول. ويقول لودريتز” كلما كان المناخ بين أفراد الفريق أفضل، كلما قلت فرص حدوث ذلك”، مضيفا ذلك ” التقدير والتفاهم والانسانية” من الأولويات حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الموظفين الأصحاء والمرضى على حد سواء.
وتقول ماتيسك ” وإذا كانت هناك دلالات على أن شخصا ما أصبح منبوذا بسبب الغياب المتكرر، على سبيل المثال بسبب المرض المزمن، حين ذاك يتعين على المدير أن يتخذ موقفا واضحا ضد هذا الأمر”.
وقد أصبح المزيد والمزيد من الشركات تقدم برامج صحية للعاملين لديها كإجراء ضد التوتر تتضمن ندوات لتقليل التوتر ودورات لليوجا. من حيث المبدأ، من الأفضل أن تهتم الشركة بصحة العاملين لديها.