02:31 م
الأربعاء 08 نوفمبر 2023
كتبت- شيماء مرسي
الصدمة هي حالة طبية خطيرة تهدد الحياة، وقد تحدث نتيجة عدم كفاية الدم المتدفق في أنحاء الجسم المهم للحفاظ على صحة وعمل الأنسجة والأعضاء بشكل سليم، علاوة على ذلك لها أيضا آثار عميقة على الدماغ.
وفي هذا التقرير، نوضح لكم تأثير الصدمة على الدماغ، وفق ما أورد موقع “تايمز ناو نيوز”.
التجارب المؤلمة تشكل المسارات العصبية وتؤثر في الأداء المعرفي، ومن خلال فهم هذه العمليات، يمكننا اكتساب نظرة ثاقبة لفهم آثار الصدمة وتقدير أهمية معالجتها بعناية وحساسية.
وعندما يتعرض الفرد لحادث صادم، فإن استجابة الدماغ تشبه مزيجا من الفوضى والبقاء على قيد الحياة.
اللوزة الدماغية هي بنية صغيرة على شكل لوزة عميقة داخل الدماغ، وتؤدي دورًا مهمًا في استجابة الخوف، فهي تتلقى معلومات من الحواس المختلفة، مثل الرؤية والسمع والشم، وتستخدم هذه المعلومات لتحديد ما إذا كان هناك خطر ما.
وإذا حددت وجود خطر، فإنها ترسل إشارات إلى أجزاء أخرى من الدماغ لتحفيز استجابة الخوف.
ويؤدي تنشيط اللوزة إلى سلسلة من التفاعلات الفسيولوجية، ما يغمر الجسم بهرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.
التأثيرات على الذاكرة والاستدعاء:
الصدمة لها تأثير عميق على تكوين الذاكرة، وفي بعد أي حادث صادم مباشرة، يؤدي تركيز الدماغ على البقاء على قيد الحياة إلى ذكريات الماضي، حيث تظهر
أجزاء من الحادث الصادم بشكل غير متوقع، علاوة على ذلك يمكن للإجهاد المزمن أن يضعف الحصين، وهي منطقة دماغية لتوحيد واسترجاع الذكريات.
ونتيجة لذلك، قد يعاني الأفراد الذين عانوا من الصدمة من استدعاء الذاكرة، سواء بالنسبة للحدث الصادم نفسه أو للحصول على المعلومات اليومية.
تغيرات في بنية الدماغ:
التعرض لفترات طويلة للصدمة يؤدي إلى تغييرات هيكلية في الدماغ، وأظهرت الأبحاث أن الحصين، يؤدي دورا مهما في الذاكرة والتنظيم العاطفي، يمكن أن يتقلص في الحجم نتيجة الإجهاد المزمن والصدمة.
وهذا الانخفاض في الحجم يمكن أن يضر بقدرة الدماغ على إدارة ومعالجة الاستجابات العاطفية بشكل فعال، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا أن تتأثر قشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن صنع القرار والتحكم في الانفعالات سلبا.
عدم التنظيم العاطفي:
إحدى أبرز العواقب المعرفية للصدمة هي عدم التنظيم العاطفي، وقد يجد الأفراد الذين عانوا من الصدمة صعوبة في تنظيم عواطفهم بشكل فعال.
ويمكن أن يصبح نظام الاستجابة للخوف في الدماغ شديد الحساسية، ما يؤدي إلى ردود فعل مبالغ فيها تجاه الضغوطات والتهديدات المتصورة.
ويظهر هذا التفاعل العاطفي المتزايد أعراض القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة )PTSD).
علاوة على ذلك، قد يكافح الأفراد لتعديل استجاباتهم العاطفية، ما يؤدي إلى صعوبة في تكوين علاقات صحية والحفاظ عليها.
تغيرات في الانتباه والتركيز:
يمكن أن يكون للصدمة أيضا تأثير كبير على قدرة الفرد على التركيز والتركيز، ويؤدي التنشيط المستمر لنظام الاستجابة للإجهاد في الدماغ إلى حالة من فرط الإثارة، ما يجعل من الصعب التركيز على المهام اليومية.
ويمكن أن يظهر فرط الإثارة هذا على أنه يقظة مفرطة، حيث يستمر الأفراد بمسح بيئتهم بحثا عن التهديدات المحتملة، والتي قد تكون مرهقة.
ومن ناحية أخرى، قد يعاني بعض الأفراد من الانفصال، حيث ينفصلون عقليا عن اللحظة الحالية كآلية للتكيف، ما يضعف انتباههم.
ضعف اتخاذ القرار:
يمكن أن تتأثر قشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن الوظائف المعرفية العليا مثل صنع القرار والتحكم في الانفعالات سلبا بالصدمة.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى ضعف قدرات اتخاذ القرار ، حيث قد يعاني الأفراد من الاندفاع وسوء الحكم، وليس من غير المألوف أن ينخرط الناجون من الصدمات في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أثناء محاولتهم التعامل مع آلامهم العاطفية.
كما أن فهم هذه التحديات في صنع القرار أمر بالغ الأهمية لتطوير التدخلات المستهدفة لمساعدة الناجين من الصدمات على استعادة السيطرة على حياتهم.
وأيضا فهم الآثار العميقة للصدمة على الدماغ يؤكد ضرورة اتباع نهج حساسة وشاملة للشفاء، ومعالجة هذه التغييرات من خلال العلاج والدعم لا يساعد فقط في إدارة الأعراض ولكن أيضا يسهل إصلاح المسارات العصبية وتعزيز المرونة والتعافي.، بالإضافة إلى إنه تذكير بأن آثار الصدمة ليست عاطفية فحسب، بل عصبية عميقة أيضا.