01:01 ص
السبت 30 سبتمبر 2023
د ب أ–
أوضح فريق بحثي بجامعة “بادوا” الإيطالية أن الطلب على بدائل اللبن الطبيعي، مثل مستخلصات فول الصويا والشوفان والأرز وغيرها، قد زاد في الآونة الأخيرة. فهل هذه المنتجات البديلة تعادل اللبن الطبيعي من حيث القيمة الغذائية؟
أشارت دراسات حديثة قام بها الفريق البحثي الإيطالي إلى أن جودة بدائل اللبن الطبيعي منخفضة، وأن الدعايات لهذه المنتجات تركز على العناصر الغذائية الأساسية فقط، متجاهلة اعتبارات أخرى مثل قابلية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
ويعتبر اللبن البقري مصدرا مهما للبروتينات، مثل الكازين والألبومين والجلوبيولين، والتي تزود الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي اللبن الطبيعي على كربوهيدرات سريعة ومغذيات كبيرة وصغرى وأحماض دهنية مشبعة وفيتامينات “B”، بما في ذلك فيتامين B12 الموجود فقط في المنتجات الحيوانية.
ويحتوي حليب الصويا على بروتين الصويا، وهو أيضا مادة بناء للخلايا، ولكنه يختلف عن اللبن البقري في محتوى الأحماض الأمينية، والليسيثين.
وبالنسبة لحليب جوز الهند فإنه غني بالمغنيسيوم والحديد والسيلينيوم وفيتامين C والبوتاسيوم، بالإضافة إلى البروتينات والدهون النباتية الصحية المشبعة وأحماض اللوريك والأوليك والميريستيك والبالمتيك.
ويحتوي حليب اللوز على نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور وكذلك فيتامينات E وD، أما حليب الشوفان لا يحتوي على أي بروتينات تقريبا، ولكنه يحتوي على الكربوهيدرات والألياف.
وبالتالي فإن كلا النوعين من الحليب يشتمل على مواد مفيدة مختلفة، لكن اللبن البقري يحتوي على فيتامين B12، وهو أمر حيوي للوقاية من فقر الدم.
والحقيقة أنه يجب أن تؤخذ في الدعايات لهذه البدائل أمور أخرى في الاعتبار مثل قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الأحماض الأمينية والعناصر الغذائية الأخرى، ومن ثم الاستفادة منها.
ويعتقد بعض العلماء بأن المقارنة من الأساس غير صحيحة، فالاعتبار يكون هنا للتكامل وليس للتبادل، بمعنى أن اللبن البقري ليس بديلا للمشتقات النباتية، ويمكن للمرء الاستفادة منهما معا، وفي نفس الوقت الابتعاد عن أي منهما إذا تسبب في إثارة الحساسية أو ما شابه.
ويوجد في اللبن البقري مثلا مزيج من الأحماض الدهنية طويلة السلسلة ومتوسطة السلسلة، وبالمقارنة بالمنتجات النباتية، فإن نسبة أكبر بكثير من محتوى الدهون تتكون مما يسمى بالأحماض الدهنية المشبعة، والتي تعتبر غير صحية إلى حد ما مقارنة بالأحماض الدهنية غير المشبعة.
ويعني ذلك أن البدائل النباتية، باستثناء حليب جوز الهند، توفر مزايا واضحة، ولذلك فإنها تعد مناسبة تماما كمصدر للدهون الصحية، ويحتوي حليب الشوفان أيضا على الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة والمتعددة، ومن المعروف أن مشتقات الشوفان يمكن أن تخفض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار LDL بسبب وفرة الألياف القابلة للذوبان ومضادات الأكسدة.