01:04 م
الثلاثاء 06 فبراير 2024
كتبت- روان شريف:
يتحلقون حول عربات الفول، يلتهمون ما تحويه الأطباق، بزيت حار أو حلو، كأنه طقس يومي مقدس لا خروج عنه، لكن طبق الفول الأقرب للمصريين ولجيوبهم، بات وجبة إفطار مكلفة ألقى التضخم عليها بتبعاته، ليصل سعر الطبق إلى 12 جنيها، لكن “محمود” يتذكر حين كان يتناول ذلك الطبق بجنيه واحد فقط منذ ثلاثة أعوام فقط.
اعتاد صاحب الـ25 عام قبل الذهاب لعمله بإحدى الشركات، المرور على أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة المهندسين، لشراء وجبة إفطار يتضمنها “الفول” كعنصر أساسي، فبالنسبة لمحمود هي وجبة يومية غير مكلفة وتتناسب مع راتبه.
ارتفاع أسعار الفول
ومع غلاء الأسعار، فوجئ محمود بغلاء “ساندوتش الفول” من 6 جنيهات ليصل سعره إلى 8 جنيهات، وأحيانا كان يروق له تناول أقراص الطعمية، فتفاجأ بأن القرص الواحد أصبح بـ 4 جنيهات، ما شكل له صدمة، مستنكرا: “كل يوم هصرف أكثر من 24 جنيها في وجبة بسيطة عشان ابدأ يومي!”.
مصريون في مواجهة غلاء “الفول”
وعبر مصطفى، رب أسرة يعمل بإحدى الشركات الخاصة، عن استيائه من غلاء أسعار وجبة الإفطار غير المتوقعة، قائلا: “لما المطاعم الشهيرة بدأت تزود الأسعار بشكل مبالغ فيه، لجأت لعربيات الفول، ودلوقتي عربيات الفول كمان زودت 2 جنيه على كل سندوتش، هضطر أقلل عدد السندوتشات واكتفي بفطار خفيف”.
وفي مواجهة أزمة غلاء وجبة الإفطار، أوضح مصطفى، أنه في أحيان كثيرة أصبح يتناول وجبة إفطاره في منزله قبل الذهاب للعمل، ووجبة الإفطار المنزلية أصبحت لا تتضمن أي نوع من الجبن المستورد، أو المقبلات غير الاساسية.
فريدة، طالبة بجامعة حلوان، قالت: “كنت دايما متعودة أفطر مع صحابي قبل المحاضرات في مطعم جنب الجامعة، لكن دلوقتي بقى صعب أدفع مصاريف مواصلات وفطار بشكل يومي، وبقيت اكتفي بكوب شاي وقطعة مخبوزات من المنزل، وبعتمد في أكلي على وجبة الغداء بعد رجوعي من الجامعة”.
“بدلت ساندوتش البطاطس بالكاتشب بـ ساندوتش طعمية”، جملة بدأ بها مصطفى، صاحب الثلاثون عاما، مازحا في حديثه عن الحيل التي ابتكرها من أجل التوفير في وجبة الإفطار، وأردف مصطفى، أن الفول لا غنى عنه، فأضطر إلى تقليل عدد السندوتشات وتغيير أنواعها، مع الامتناع عن شراء أي إضافات.
“الشعب المصري عموما.. من مصلحته يقرقش فول.. يديك طاقة وقوة عجيبة”، كلمات أغنية كتبها الفنان الراحل أحمد فؤاد نجم، ولحنها الشيخ إمام، لخصت أهمية الفول بالنسبة للمصريين.
ورغم غلاء الأسعار الذي واجهه المصريون في مختلف العصور، كان الفول هو وجبة الشعب المتاحة بالنسبة للجميع، والتي فاقت اللحمة في الأهمية.