أجرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، عملية إعادة تمركز للبعثة المصرية في الخرطوم، حتى تتمكن من العمل بشكل أفضل لإجلاء ما تبقى من أبناء الجالية المصرية بالسودان، في وقت يدخل فيه النزاع والاقتتال بالسودان يومه الثاني عشر، في ظل هدنة هشة مليئة بالخروقات.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه على ضوء تزايد التهديدات والمخاطر الأمنية في العاصمة السودانية الخرطوم نتيجة استمرار الاشتباكات المسلحة، تم اليوم نقل أعضاء البعثة الدبلوماسية والقنصلية والمكاتب الفنية التابعة للسفارة المصرية من الخرطوم في إطار إعاده تمركزها في موقع آخر بالسودان، حتى تتمكن من ممارسة أعمالها ومتابعة عمليات تنفيذ الخطة الوطنية لإجلاء المصريين بالسودان وفقاً لما تقتضيه الظروف.
وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن أجهزة الدولة المعنية مستمرة في تقييم الوضع الأمني في السودان على مدار الساعة، وتنفيذ الخطة الموضوعة لعمليات إجلاء المواطنين بما يضمن إعادتهم إلى أرض الوطن بشكل آمن، مع مراعاة الأولوية القصوى لسلامة المواطنين والعودة الآمنة إلى أرض الوطن.
وأضاف: “تستمر بعثتانا القنصلية في بورتسودان ووادي حلفا في المساعدة في عمليات إجلاء المصريين بالسودان”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت، مساء الاثنين، مقتل مساعد الملحق الإداري المصري بسفارتها في الخرطوم، بفعل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونعت عبر حسابها في “تويتر” الراحل، واصفة إياه بأنه “فقيد الواجب”، مؤكدة أنه قتل حينما كان في طريقه إلى مقر السفارة المصرية في العاصمة الخرطوم.
وقالت الوزارة في بيان: “تنعى وزارة الخارجية ببالغ الحزن والأسى فقيد الواجب، الأستاذ محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم. استشهد الفقيد وهو في طريقه إلى مقر السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته.. وتحيا مصر دوماً بتضحيات أبنائها الأبرار”.
هذا وأفادت مصادر “العربية” و”الحدث” بأن هناك تعليمات صدرت لأعضاء السفارة المصرية بعدم التحرك إلا لحالات الضرورية فقط، وتقليل التحركات والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الاشتباكات.