في واقعة مأساوية، اختفى مواطن مصري في السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش والدعم السريع، ولم يظهر له أثر حتى الآن، فيما تواصل أسرته محاولاتها المكثفة للبحث عنه والتنسيق مع السلطات المصرية لمعرفة مصيره.
وكان في صباح يوم 16 أبريل/نيسان الجاري وهو اليوم التالي لنشوب الحرب في السودان، أجرى المواطن المصري دهب علي عبد العزيز الذي يعمل في العاصمة الخرطوم، اتصالا هاتفيا بأسرته في مصر وأبلغ أبناءه أنه أغلق شقته وفي طريقه الآن لمقر السفارة المصرية لمعرفة كيفية السفر إلى القاهرة في ظل توقف الطيران، ثم انقطع الاتصال به ولم يعثر على أثر له حتى الآن.
بائع حلويات وسباك
وأكد عبد الرحمن دهب نجل المواطن المصري لـ”العربية.نت” أن والده يبلغ من العمر 54 عاما ويعمل بائعا للحلويات في السودان، وأحيانا يمارس مهنة السباكة، وسافر إلى هناك بحثا عن لقمة عيش ومصدر رزق، وكان يقيم في العاصمة السودانية الخرطوم، وتحديدا منطقة السوق العربي، مضيفا أن والده كان يمكث في السودان لنحو 4 شهور ويغادرها بعدها متوجها إلى مصر في عطلة لشهر، ثم يعود مجددا إلى هناك.
وكشف نجل المواطن المصري أنه تواصل مع جميع أصدقاء والده من المصريين والسودانيين هناك، ولم تفلح جهودهم في الوصول له أو معرفة مكان اختفائه، معربا عن خشيته من تعرضه للقتل أو الاختطاف، خاصة أن زميلا لوالده تعرض للاختطاف من جانب مجهولين سرقوا متعلقاته وهواتفه وأمواله وألقوه على قارعة الطريق بعد ذلك.
وأضاف أنه تواصل كذلك مع مسؤولي السفارة المصرية في الخرطوم ومسؤولي السفارة السودانية في القاهرة على أمل أن يعلم مصير والده وهل مازال على قيد الحياة أم لا، أو هل تعرض للاختطاف من عدمه، مشيرا إلى أن الأسرة ترغب في معرفة مصيره واستلام جثمانه لو كان قد تعرض للقتل.
عمليات إجلاء
وكانت مصر قد واصلت جهودها لإجلاء مواطنيها من السودان في ظل الحرب الدائرة هناك، وأعلن السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن مصر نجحت في إعادة 6399 مواطنا حتى الآن ونفذت 37 طلعة جوية لنقلهم.
وسبق أن أعلنت الخارجية المصرية انتهاء عمليات الإجلاء من قاعدة وادي سيدنا بالسودان نظراً للعديد من الاعتبارات الأمنية والعملياتية، وطالبت المتواجدين حالياً في القاعدة بمغادرتها في أقرب فرصة متاحة ووقت ممكن.
وكشفت سها جندي وزيرة الهجرة المصرية في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت” أن مصر ركزت على 3 منافذ فقط لإجلاء المصريين من السودان، ورفضت التعامل مع المعابر الأخرى، لكونها تمثل خطرا على حياة وأرواح المواطنين، مشيرة إلى أن الأولوية في عمليات الإجلاء كانت لكبار السن والأطفال والسيدات والحالات الصحية الخطيرة والمزمنة.