مع دخول الهدنة في السودان يومها الرابع، تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في شمال ووسط دارفور، غرب البلاد.
وأفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الجمعة، بأن الجيش بسط سيطرته على مدينة زالنجي وسط الإقليم الذي عانى لسنوات سابقا ويلات الاقتتال، بعد حصارها لمدة أسبوع من قبل الدعم السريع. وأوضح أن الجيش تدخل بطيرانه الحربي.
في حين أوضح شهود عيان أن آخر معركة برية اندلعت يوم الأربعاء بحي الوادي زالنجي، وسط أنباء عن إصابة قائد الدعم السريع بالولاية.
إلا أن الهدوء عاد إلى المدينة، اليوم الجمعة، فيما لا تزال شبكات الاتصالات مقطوعة.
في الفاشر
أما في الفاشر، بولاية شمال دارفور فلا يبدو أن جهود الوساطة الأهلية الرامية لوقف الاقتتال صمدت طويلا، حيث تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار القصير الأمد يومه الرابع.
وقال سكان في الفاشر إن قوات الجيش هاجمت الليلة الماضية تمركزات للدعم السريع خارج المدينة ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بعد هدوء دام لأكثر من شهر. وأشار أحد السكان، ويدعى عثمان ضحية، إلى أن أصوات المدفعية الثقيلة لا تزال تهز أنحاء المدينة منذ الليلة الماضية، وسط وقوع عشرات القتلى والمصابين، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي
من دارفور (فرانس برس)
يزخر بذكريات أليمة
يشار إلى أن إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، والذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، يزخر بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فإن التوتر لا يزال مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية.
كما أجج الاقتتال الذي تفجر بين الجيش والدعم السريع منتصف الشهر الماضي (15 أبريل)، المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون الحرب الأهلية والقبلية.