تبدو بريطانيا، التي تفاخرت بكونها متقدمة على حلفائها الغربيين في إدخال أنظمة أسلحة جديدة إلى أوكرانيا مستعدة الآن لإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى كييف والتي رفضت إدارة بايدن منذ فترة طويلة إرسالها.
وفي إشعار شراء نشر في 2 مايو من قبل الصندوق الدولي لأوكرانيا بقيادة بريطانيا وهي مجموعة من دول شمال أوروبا التي أنشأت آلية لإرسال أسلحة إلى ساحة المعركة، طلبت وزارة الدفاع البريطانية “إبداء الاهتمام” بتقديم صواريخ بعيدة المدى تصل إلى 300 كيلومتر أو ما يقرب من 200 ميل وفقا لـ”واشنطن بوست” الأميركية.
ولم يتم اتخاذ أي قرار نهائي، وفقًا لمسؤول بريطاني رفض تأكيد نوع أو توقيت أو كمية الأسلحة قيد النظر.
لكن الإشعار يعد خطوة جوهرية تجاه قيام بريطانيا نفسها بتزويد أوكرانيا بمثل هذه الذخائر، وتتطابق المواصفات للصواريخ المطلوبة بشكل وثيق مع صواريخ كروز ستورم شادو التي تطلق من الجو.
صواريخ طويلة المدى
وناشدت أوكرانيا الدول الغربية منذ فترة طويلة للحصول على صواريخ أطول مدى بحجة أن مثل هذه الأسلحة يمكن أن تغير مسار الحرب من خلال السماح لقواتها باستهداف مراكز القيادة الروسية وخطوط الإمداد والذخيرة ومستودعات الوقود في عمق شبه جزيرة القرم والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشرق الأوكراني.
وبينما تستعد كييف لشن هجوم مضاد كبير في أقرب وقت خلال الأسابيع المقبلة فإن القدرة على الضرب بعيدًا خلف الخطوط الأمامية لروسيا ستساعد في تمهيد الطريق لهجوم بري بالدبابات وقوات المشاة.
وأوضح التقرير أنه يمكن تركيب الصواريخ على طائرات أوكرانيا السوفيتية الصنع والوصول إلى الأراضي الروسية، ولطالما سعت كييف إلى الحصول على هذه النوعية من الصواريخ وحاولت تهدئة مخاوف الغرب من التصعيد من خلال تعهدات بالامتناع عن استخدام الأسلحة المتبرع بها في مثل هذه الهجمات.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف للاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام: “إذا تمكنا من الضرب على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر فلن يكون الجيش الروسي قادرًا على توفير الدفاع وسيضطر إلى الخسارة”.
وأشار التقرير إلى أن أوكرانيا مستعدة لتقديم أي ضمانات بأن الأسلحة المتطورة لن يتم استخدامها في الهجمات على الأراضي الروسية.
واتهمت موسكو كييف بتكييف طائرات بدون طيار للاستخدام بعيد المدى في هجمات متفرقة في عمق روسيا.
ولم تؤكد كييف مسؤوليتها عن أي من الهجمات، لكنها زعمت أن لها الحق في ضرب أهداف روسية داخلية بأسلحتها الخاصة.
مخاوف أميركية
وتُعد المخاوف من أن أوكرانيا ستطلق صواريخ على أهداف في روسيا سببًا رئيسيًا وراء رفض الإدارة الأميركية مرارًا النداءات الأوكرانية لتزويد الولايات المتحدة إياها بذخائر طويلة المدى.
وقدمت الولايات المتحدة أنظمة الصواريخ الدقيقة متعددة الإطلاق، بما في ذلك نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة، أو HIMARS، ولكن فقط مع الذخائر التي يقتصر مداها على حوالي 50 ميلاً.
وتمتلك هيماريس أيضًا القدرة على إطلاق نظام الصواريخ التكتيكية، أو ATACMS، وهي ذخيرة صواريخ بعيدة المدى، تبلغ 300 كيلومتر لكن إدارة بايدن كانت جادة في رفض النداءات الأوكرانية مع مسؤولي البنتاغون بسبب مخاوفهم من تصعيد الصراع ومستشهدين بنقص الإمدادات في الترسانات الأميركية.