حذر وزير التنمية البريطاني اندرو ميتشل مجدداً من كارثة انفجار خزان صافر قبالة السواحل اليمنية ما لم يتم تنفيذ خطة طارئة لمنع تسرب النفط في هذا الخزان، والتي ستكلف 130 مليون دولار تقريباً.
تحذير الوزير ميتشل جاء قبل انعقاد مؤتمر تستضيفه بريطانيا وهولندا عن بُعد لجمع تبرعات لتغطية الفجوة التمويلية المقدرة بـ29 مليون دولار لعملية إفراغ ناقلة النفط “صافر” المتهالكة إلى سفينة أخرى آمنة.
وفي حديث خص به “العربية” و”الحدث”، قال الوزير ميتشل: “هناك كارثة بيئية تلوح في الأفق، نحن بحاجة إلى المال حتى نتمكن من المضي قدماً في عملية تفريغ أكثر من مليون برميل نفط من خزان صافر إلى سفينة بديلة، وهذا هو المطلب الأساسي، ونفعل كل ما في وسعنا لضمان الحصول على المال حتى تتم العملية بنجاح”.
ويهدد الخزان صافر المتهالك الذي يرسو قبالة ميناء راس عيسى على السواحل الغربية لليمن بكارثة تسرب نفطي ستكون أكبر بـ4 أضعاف من النفط الذي تسرب خلال كارثة ايكسون موبيل فالديز عام 1989 بالقرب من الاسكا والذي لا تزال آثاره واضحة بعد مرور 30 عاماً.
وزير التنمية البريطانية اندرو ميتشل قال إن المملكة المتحدة وهولندا هما أول وثاني أكبر متبرع، معرباً عن أمله بأن تكون هناك تعهدات مناسبة في الاجتماع لتنفيذ خطة الأمم المتحدة بالكامل لمعالجة مشكلة صافر، لأن كارثتها البيئية ستكلف 20 مليار دولار في حالة حدوثها، من تراجع حجم التجارة العالمية بنسبة 10%، وتدمير مخزون الصيد البحري الذي سيستغرق 25 عاماً لاستعادته، وفقدان 200 ألف شخص مصدر رزقه، بحسب الوزير.
خزان صافر
وحول تأخّر المجتمع الدولي في التعاطي مع خزان صافر، قال الوزير ميتشل إن الحرب في اليمن صعّبت من المحاولات الأممية لكنه أعرب عن أمله بأن يتم إحراز تقدم لإنهاء الصراع.
وفي الشأن السوداني، أكد الوزير ميتشل أن المجتمع الدولي يركّز بأسره على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية، مضيفاً أن المملكة المتحدة تجري اتصالات وتنسق مع الشركاء الدوليين والمحليين لتحديد متطلبات المسار السياسي ووقف إطلاق النار الدائم الذي تدعمه الأمم المتحدة. وقد عقد الوزير ميتشل لقاءات نهاية الأسبوع الماضي جمعته بالرئيس الكيني وليام روتو، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي لمناقشة ضرورة وقف إراقة الدماء وعودة الجنود إلى الثكنات من أجل استئناف مفاوضات الانتقال إلى حكومة مدنية.
الوزير ميتشل قال إن على قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، احترام إرادة الشعب السوداني والمجتمع الدولي، “فالصراع هو صراع على السلطة وليس صراعاً أيديولوجياً”.