انتهى أسبوع من الاضطرابات في باكستان بهدوء الأحد مع فشل الاحتجاجات التي دعا إليها رئيس الوزراء السابق عمران خان بعدما أثار توقيفه لفترة وجيزة هذا الأسبوع اضطرابات دامية استمرت أياماً.
لكن قد ينظم المزيد من التظاهرات في الأيام المقبلة، إذ يواجه زعيم المعارضة قضايا أخرى أمام المحاكم، وقد تعهد مواصلة التحركات الاحتجاجية.
وأوقف نجم الكريكت السابق على خلفية تهم فساد أثناء مثوله أمام المحكمة العليا في إسلام أباد الثلاثاء.
وأدى ذلك إلى نزول أنصاره إلى الشوارع حيث أضرموا النيران في مبان حكومية وأغلقوا طرقاً وألحقوا أضراراً بممتلكات للجيش الذي يحملونه مسؤولية إطاحة خان من السلطة.
وأفرج عن خان بكفالة الجمعة بعدما اعتبرت المحكمة العليا أن توقيفه غير قانوني وبعدما قال إنه “عومل مثل إرهابي”.
ومنذ إطلاق سراح الرجل البالغ 70 عاماً والذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بعد الإطاحة به في أبريل الماضي، تعهد مواصلة حملته الداعية لإجراء انتخابات مبكرة.
كما دعا إلى احتجاجات على مستوى البلاد مساء الأحد، لكنها فشلت إلى حد كبير في مسقط رأسه مدينة لاهور التي انتقل إليها بعد إطلاق سراحه.
وقالت عائشة آصف، وهي ربة منزل في لاهور تبلغ 48 عاما، لوكالة “فرانس برس”: “شعرت بالخجل لأنه لم يخرج أحد من منطقتنا، لذلك خرجت إلى هنا إلى طريق رئيسي لأرى”. وأضافت “نريد فقط أن يتحسن وضع البلد”.
ويشن خان، زعيم حركة إنصاف، منذ شهور حملة تحدٍ للجيش لإجراء انتخابات في موعد أقصاه أكتوبر.
وجاء اعتقاله بعد ساعات فقط من اتهامه مسؤولين كباراً بمحاولة اغتياله العام الماضي.
“سلوك مناهض للدولة”
وقضى تسعة أشخاص على الأقل في الاضطرابات هذا الأسبوع، وفق الشرطة ومستشفيات.
وأصيب مئات من عناصر الشرطة وأوقف أكثر من 4000 شخص معظمهم في إقليمي البنجاب وخيبر باختونخوا، وفق السلطات.
وحذّر رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف السبت من أن “أولئك الذين أظهروا سلوكاً مناهضاً للدولة سيُعتقلون ويحاكمون أمام محاكم مكافحة الإرهاب”.
وقال وزير الداخلية رانا ثناء الله الأحد إن “هذا الإرهاب والهجوم تم التخطيط لهما مسبقاً، وقد قام خان بذلك”.
كما تعهد ثناء الله مراراً بأن تعاود الشرطة توقيف خان الذي يواجه قضايا أمام المحكمة هذا الأسبوع مع انتهاء حظر التوقيف الصادر عن المحكمة العليا في إسلام أباد الاثنين.
في هذا السياق المشحون، كتبت صحيفة “داون” الباكستانية الناطقة بالإنكليزية الأحد “هناك احتمال حقيقي للغاية أن نشهد فوضى تامة إذا لم يضغط أحد على زر إعادة الضبط”.
يذكر أن خان فاز في انتخابات 2018 على خلفية وعود بمكافحة الفساد، وصوّت له الناخبون الذين سئموا عقوداً من حكم الأحزاب التقليدية. ويقول محللون مستقلون إنه وصل إلى السلطة بدعم من الجيش قبل نشوب خلافات بينه وبين جنرالات.