بعد ساعات من إعلان الاتفاق على وقف النار لمدة 7 أيام، أفادت مصادر العربية، اليوم الأحد بتجدد القصف الجوي في الخرطوم.
بالتزامن، أفاد مراسل العربية بسماع دوي انفجارات ومدافع ثقيلة جنوب ووسط أم درمان.
“التزام تام”
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع اليوم الأحد التزامها “التام” بدءا من مساء الغد باتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الجيش السوداني في جدة بوساطة سعودية أميركية.
وقالت في بيان إنها ملتزمة أيضا بالعمل على “تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات للمدنيين وتقديم كل ما من شأنه تخفيف معاناة” السودانيين.
هدنة لـ7 أيام
أتت هذه التطورات بعدما أعلنت السعودية والولايات المتحدة في وقت مبكر من اليوم الأحد، توقيع ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام، وسط ترحيب عربي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من التوقيع، مؤكدة إمكانية تمديده بموافقة الطرفين.
وعن بنود الاتفاق، أكدت الوزارة أن الطرفين اتفقا على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية، وتسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية والسلع.
عدم السعي وراء مكاسب عسكرية
وأكد الطرفان التزامهما بعدم السعي وراء أي مكاسب عسكرية خلال فترة الإخطار البالغة 48 ساعة.
وقالت الخارجية السعودية إن اتفاق وقف إطلاق النار سيخضع لآلية مراقبة مدعومة دولياً من قبل المملكة والولايات المتحدة.
وأضافت أنه من المتوقع أن تركز المحادثات اللاحقة، والتي ستشمل المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين، الخطوات اللازمة للتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وتفعيل العملية السياسية.
الجوانب العسكرية فقط
من جانبها قالت القوات المسلحة السودانية في بيان إن الاتفاق يقتصر على “الجوانب العسكرية والفنية” الخاصة بترتيبات وقف إطلاق النار المؤقت وإجراءات حرية تنقل المدنيين وحمايتهم من العنف والموضوعات ذات الصلة دون التطرق لمناقشة أي “أوضاع سياسية”.
ترحيب محلي
على الصعيد المحلي، رحب تحالف قوى الحرية والتغيير بالاتفاق، داعيا إلى الالتزام الكامل بإعلان مبادئ جدة، وباتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد.
بدوره، قال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف إن اتفاق جدة خطوة مهمة في طريق إيقاف هذه الحرب، معبرا عن أمله في التزام الطرفين بنصوص الاتفاق.
كما رحب حزب الأمة القومي السوداني بتوصل الجيش وقوات الدعم السريع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، داعيا طرفي الصراع إلى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق والعمل على فتح مسارات لتسهيل حركة المواطنين وتسهيل الجهود الإنسانية.
ردود أفعال عربية ودولية
أما على الصعيد العربي، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بتوقيع اتفاق الهدنة من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالاتفاق، مشيدا بالجهود الدبلوماسية الحثيثة للمملكة والولايات المتحدة من أجل إقرار هدنة وقف إطلاق النار لفتح المجال أمام فرص إحلال السلام في السودان.
ورحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بالسودان، وعبر الأمين العام للمنظمة حسين طه عن أمله في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة مهمة تمهد الطريق نحو إنهاء النزاع المسلح في السودان بصورة نهائية.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الوقت قد حان “لإسكات المدافع والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، داعيا طرفي الصراع للتمسك بالاتفاق الموقع في جدة.
ورحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث اليوم الأحد بالإعلان عن وقف إطلاق النار، وقال عبر حسابه على تويتر إن على الأطراف المتحاربة في السودان السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة واستعادة الخدمات الأساسية.
هدن شكلية
وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال المباشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي لتشكيل حكومة مدنية.
واتفق الطرفان على أكثر من هدنة منذ اندلاع الصراع إلا أنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكها مرارا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، أسفرت المواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة ما يقرب من ستة آلاف، بالإضافة إلى نزوح ما لا يقل عن مليون شخص داخل السودان وخارجه.