صناعة مستقبل الأجيال ليست شعاراً بل رؤية واضحة ومنهج عمل ثابت
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أنه على خطى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تعلمنا أن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع اليوم.
وقال سموه في تدوينة على حسابه بمنصة «إكس»: «على خطى محمد بن راشد، تعلمنا أن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع اليوم، فهذه دبي التي أطلق نهضتها العالمية راشد بن سعيد، رحمه الله، برؤية تستشرف المستقبل حين قال: (أنا لا أنظر إلى السنة القادمة ولا حتى 5 سنوات قادمة، لكن أنظر إلى 50 سنة إلى الأمام).
وفي رحلتنا نحو الريادة، الجميع شريك، والكل مسؤول، فصناعة المستقبل الذي نريده للأجيال القادمة ليست شعاراً في دبي، بل رؤية واضحة ومنهج عمل ثابت».
وأضاف سموه في الفيديو المرفق بالتدوينة: «نحن جميعاً شركاء في هذا المستقبل، والاستعداد للمستقبل ليس مجرد خطة نضعها، الاستعداد للمستقبل هو عقلية نتبناها وثقافة عمل في جميع مناحي حياتنا».
وتنطلق فسلفة القيادة الرشيدة في دبي باستشراف المستقبل من خلال إدراكها المبكر أن الغد هو مرآة اليوم، حيث تسير في رحلة طموح لا خط نهاية لها، وحققت مسيرة ملهمة للعالم.
وتعكس تدوينة سمو ولي عهد دبي التحليل والرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، التي أضحت نموذجاً متقدماً للفكر الاستشرافي، وسمة مميزة في الريادة العالمية لدولة الإمارات وإمارة دبي؛ إذ حوّلت هذه الرؤية التحديات إلى إنجازات وانطلقت نحو آفاق جديدة من الريادة، فمدرسة سموه القيادية، تحوّلت من مبادئ قيادية إلى ثقافة مؤسسية ومنهج ثابت في العمل الحكومي.
صناعة المستقبل
وتمثل صناعة المستقبل بدلاً من انتظاره جوهر فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القيادية، والتي تقوم على التخطيط الاستباقي والتفكير الاستراتيجي والاستثمار في الإنسان، ودفع العمل الحكومي إلى تحقيق الريادة العالمية، إذ يختزل قول سموه «المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع اليوم» فلسفة عمل تعد المستقبل مشروعاً يمكن تصميمه وبناؤه بالتفكير الاستباقي والعمل الدؤوب المستمر، وهذا أحد أسرار النجاح الذي تجاوز التخطيط الاستراتيجي التقليدي ودخل في دائرة «الابتكار الاستشرافي» الذي لا يقتصر على التنبؤ بالمستقبل، بل على صناعته من أجل الأجيال القادمة، من خلال إطار استراتيجي فريد برؤية بعيدة المدى تتجاوز الدورات السياسية والاقتصادية القصيرة، وتضع أسساً ثابتة لتطور متواصل عبر الأجيال، وهذا بدوره يتطلب جرأة فكرية ونضجاً مؤسسياً، لضمان الاستمرارية بين الرؤى التطويرية المتعاقبة التي تحقق الإنجازات بمؤشرات تنافسية عالمية.
ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على تعزيز المسيرة التنموية لدبي من خلال بناء ثقافة الشراكة المسؤولية الجماعية؛ إذ يعد سموه أنه في الرحلة نحو الريادة، الجميع شريك، والكل مسؤول، وهذا ما يكشف عن تحول الرؤية الاستشرافية من فكرة نخبوية إلى مشروع مجتمعي شامل، من خلال العمل على صناعة المستقبل الذي لا يقتصر على القيادة، بل يمتد ليشمل جميع مكونات المجتمع، ما يترجم عمق هذه الفلسفة القيادية التي تعد أنه باستشراف منهج تشاركي، يتحول المواطن والمقيم والمستثمر من متلقٍ للسياسات إلى شريك فاعل في صياغتها، ضمن رؤية تعزز التشاركية والثقافة المجتمعية.
لقد حوّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استشراف صناعة المستقبل إلى منهج عمل يومي، يستند إلى استراتيجيات ومبادرات وتوجيهات وبرامج تعمل أدوات تنفيذية للفكر الاستشرافي، وعزز تنفيذه وتفوقه عالمياً، من خلال بناء قيادات وقدرات بشرية ومؤسسية قادرة على التعامل مع التعقيدات المستقبلية، وتطوير خطط استراتيجية تعتمد السيناريوهات المستقبلية، كما يتجلى في خطط مثل «دبي 2040» و«رؤية الإمارات 2071».
وتشكل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في صناعة المستقبل نموذجاً متكاملاً يجمع بين الجرأة في تخيل المستقبل، والتخطيط الاستراتيجي السليم في تحويل التخيل إلى خطط قابلة للتنفيذ، والشمولية في إشراك جميع فئات المجتمع.
والحرص على الاستمرارية في ضمان ترسيخ هذا النهج عبر الأجيال، فمن انتظار المستقبل إلى «صناعته» بات هذا الشعار واقعاً نلمسه كل يوم في ريادة الخدمات، وأصبح نظاماً متكاملاً للتخطيط في دولة الإمارات وإمارة دبي، ونموذجاً استشرافياً حوّل المدينة والإمارة من موقع المتلقي للتطورات العالمية إلى صانع لتوجهات المستقبل.

