أعرب سفير السودان في واشنطن، اليوم الجمعة، عن ترحيبه بكل الوساطات، مؤكداً وقوف الخرطوم على مسافة واحدة من كل الدول.
وأضاف في تصريحات للعربية والحدث، أنه يجري التواصل مع الإدارة الأميركية عبر عدة قنوات أبرزها العسكرية، لافتاً إلى أن أميركا تنسق مع الحكومة السودانية وموقفها موضوعي.
كما أضاف أن الحكومة السودانية قلقة من خروج الأحداث عن السيطرة، مؤكدا أن السودان يعول على مبادرات الاتحاد الأفريقي.
دعا القائم بأعمال سفارة السودان في لندن بالإنابة خالد محمد علي، قوات الدعم السريع للاستسلام والانضمام للجيش للاستفادة من عفو عام كان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان قد أصدر قرارا به لمن يضع السلاح وينضم للجيش، معتبرا أن هزيمة الدعم السريع “حتمية”. وفق ما نقلت “وكالة أنباء العالم العربي”.
“النصر قريب جدا”
وقال إن الجيش السوداني “قريب جدا من النصر في هذه المعركة… وقواته متقدمة في جميع المواقع في كل الولايات تقريبا”، مؤكدا أن جميع الولايات أصبحت آمنة “ما عدا بعض التوترات في ولاية غرب دارفور وأيضا ولاية الخرطوم”.
كما أضاف “الأيام القادمة ستشهد انفراجا في الأزمة، بمعنى قرب انتهاء العمليات العسكرية وإعلان البلاد خالية من المتمردين والاحتفال بالنصر”.
“دعاية إعلامية”
ونفى علي ما تقوله قوات الدعم السريع حول سيطرتها على مواقع عسكرية، واصفا هذا بأنه “دعاية إعلامية”. وقال “لو كانوا مسيطرين على كل هذه المرافق لكان الموضوع أصبح منتهيا الآن… الجيش مسيطر على جميع الولايات؛ والسودانيون يعلمون ذلك جيدا”.
لكنه اتهم في الوقت ذاته قوات الدعم السريع باتخاذ مواطنين دروعا بشرية لتجنب ضربات الجيش.
“دروع بشرية”
وقال: “لولا ذلك، لانتهت هذه المعركة منذ عدة أيام؛ فليس لهم وجود يذكر إلا بعض الجيوب في مناطق سكنية مأهولة بالسكان. وكذلك يختبئون في المدارس والجامعات والمستشفيات ومراكز الخدمات، ويعطلون وصول الخدمات للمواطنين”.
أما بخصوص ما يثار عن لقاء محتمل بين البرهان وحميدتي، قال علي إن “الجيش السوداني سيحسم الأمر أولا، ثم ينظر في تفاصيل جميع المبادرات السياسية المقدمة، ولكن لم يحن الوقت بعد”.
واعتبر أن تمديد الهدنة دليل على أن الحكومة السودانية ملتزمة بتحسين الأوضاع الإنسانية على الأرض ومراعاة أوضاع المدنيين حتى يتمكنوا من توفير احتياجاتهم اليومية والذهاب للمستشفيات، والسماح لمن يرغب من البعثات الأجنبية بمغادرة البلاد.
اتهامات متبادلة
واتهم علي قوات الدعم السريع بالانتماء للنظام السابق ووقوفها وراء ذلك النظام، وهو اتهام يوجهه الدعم السريع أيضا للجيش، ويقول إن تطهير القوات المسلحة من فلول النظام السابق مطلب وهدف أساسي.
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل، جرى التوصل إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.