على الرغم من أن الحلقة الحوارية التي شارك فيها مرشح المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو لم تُعرض بعد، فإن التصريحات التي نُسِبت إليه أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية في البلاد قبل أقل من أسبوع من موعد الجولة الثانية من الانتخابات التي يسعى فيها إلى الإطاحة بمنافسه الرئيس الحالي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان.
فهل تلك التسريبات صحيحة.. وماذا قال فيها؟
كشفت تسريبات الحلقة الحوارية التي ستبث يوم غد الثلاثاء على قناة Babala TV على موقع “يوتيوب” والتي يديرها Oğuzhan Uğurlu، موقف مرشح المعارضة من حزب “العمال الكردستاني”، وتأكيده أنه الزعيم الوحيد الذي حاول هذا الحزب المصنف إرهابياً في تركيا اغتياله.
كما تعهّد بهدم جبال “قنديل”، وهي معقل الحزب الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد أنقرة منذ العام 1984، حال وصوله إلى سدة الرئاسة.
إلا أن تلك التصريحات أثارت جدلاً بين الأتراك، لاسيما الأكراد منهم، وهم من ضمن المؤيدن له.
وفي هذا السياق أوضح الأستاذ الجامعي وهاب جوش كون، الذي يعمل محاضرا في جامعة دجلة الحكومية التركية أن “الحلقة الحوارية التي يديرها Oğuzhan Uğurlu ستعرض غداً، وهي حلقة نقاشية يشارك فيها الكثير من الشباب، حيث يطرحون عادة أسئلة جريئة على الضيوف”. وأضاف لـ”العربية.نت” أن “التصريحات التي نُسِبت إلى كليتشدار أوغلو سُرِبت عن طريق مشاركين في البرنامج المسجّل، وهي بطبيعة الحال لا تعد تحوّلاً في خطابه أو تغيراً في موقفه، لاسيما أن حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه يرى في حزب العمال الكردستاني تنظيماً إرهابياً”.
كمال كليتشدار أوغلو (فرانس برس)
لا جديد
وتابع أن “طرح سؤالٍ على كليتشدار أوغلو حول موقفه من العمال الكردستاني هو أمر وارد، خاصة أنه مرشّح المعارضة في الانتخابات الرئاسية، وقد تمكّن من الوصول إلى الجولة الثانية، لكن إجابته المعتادة حول وصف الحزب بالإرهابي لا يعد شيئاً جديداً، فقد سبق له أن أطلق عليه هذا الوصف واتهمه بالوقوف خلف محاولة اغتيالٍ فاشلة طالته قبل سنوات”.
كما شدد الأستاذ الجامعي على أن “الشباب المشاركين في هذه الحلقة الحوارية ينحدرون من مختلف الأحزاب المشاركة في الحكومة والمعارضة لها، ويطرحون عادةً أسئلة جريئة وغير معتادة، وبإمكانهم طرح أي سؤال على الضيوف المشاركين، وهذا ما يميز البرنامج الذي يعرض على موقع يوتيوب، ويمنحه عدداً كبيراً من المشاهدات”. وأردف أن “كليتشدار أوغلو سبق له أن تطرّق أيضاً لمحاولة اغتياله من قبل العمال الكردستاني مثلما فعل قبل الجولة الأولى من الانتخابات، لكن تكراره لموقفه وحديثه عن محاولة اغتياله قبل الجولة الثانية من الانتخابات نابعٌ من إيمانه وإيمان فريقه بصعود اليمين المتطرّف في الجولة الأولى من الانتخابات، فهم يقولون إن اليمين المتطرّف نجح في كسب الكثير من أصوات الناخبين في الجولة الأولى ويحاولون الاستفادة من تجربته الآن”.
كمال كليتشدار أوغلو (فرانس برس)
مأزق كبير
كذلك أشار كون إلى أن “تبني كليتشدار أوغلو لخطابٍ يميني على هذا النحو قد يضعه في مأزق كبير، فالتصريحات التي نُسِبت إليه قد تتسبب في رفض الأكراد الذين دعموه وصوّتوا له في الجولة الأولى، الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية، وهذا ما قد يعني فعلياً خسارته لأصواتهم ومنعه من الوصول إلى الرئاسة في الانتخابات التي ستعاد يوم 28 مايو/أيار الجاري”.
يشار إلى أن عملية محاولة اغتيال كليتشدار أوغلو من قبل حزب “العمال الكردستاني” تعود لأواخر شهر آب/أغسطس من العام 2016، حيث قُتِل جندي تركي في هجومٍ لحزب “العمال” جنوب شرقي تركيا.
ونفى “الكردستاني” في ذلك الحين، استهداف زعيم المعارضة الذي حظي بدعم كبير من الأكراد في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا يوم 14 مايو الحالي.