في مأساة جديدة، لقيت الممثلة السودانية ذائعة الصيت آسيا عبدالماجد (80 عاما)، مصرعها بإحدى القذائف الصاروخية المنهمرة بالخرطوم، جراء المعارك المحتدمة دون توقف بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.
في التفاصيل، ذكر شهود عيان لـ”العربية.نت” أن الحادثة المروّعة وقعت أمس الأربعاء، عندما تجدد القتال بين مقاتلي الجيش والدعم السريع بالخرطوم بحري.
آسيا عبدالماجد
واستهدفت إحدى القذائف المتبادلة بين المتحاربين مبنى مؤسستها التربوية “أم إيهاب للتربية والتنشئة الاجتماعية” بحي الشعبية بالخرطوم بحري، وتسببت تلك القذيفة الحارقة بمصرعها في الحال. لصعوبة نقل الجثمان للمقابر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، اضطرت أسرتها لمواراتها الثرى بفناء مؤسستها التعليمية.
اشتهرت آسيا عبد الماجد بالاسم الفني، أما اسمها الحقيقي فهو آسيا محمد توم الطاهر الكتيابي. آسيا ولدت بمدينة أم درمان عام 1943، وتعد سليلة أسرة معروفة بالسودان، ومنها الشاعر التيجاني يوسف بشير. تزوجت آسيا بشاعر إفريقيا الراحل محمد مفتاح الفيتوري، وأنجبت منه تاج الدين وسولارا. تعتبر آسيا إحدى رائدات الدراما والمسرح بالسودان، حيث تخرجت بكلية المعلمات بأم درمان عام 1963.
كما عملت بالتدريس بنفس الكلية لفترة غير قصيرة قبل أن تشد الرحال إلى مصر، وهناك التحقت بأكاديمية الفنون المسرحية بالقاهرة، وفي الأكاديمية زاملت عددا من مشاهير السينما المصرية، بينها النجم الراحل أحمد زكي، والممثل الراحل أحمد عبد الوارث، والنجمات شهيرة، عفاف شعيب وسميرة محسن.
تعرضت الراحلة للفصل السياسي من وزارة الثقافة والإعلام بالسودان إبان حكم الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري على خلفية مواقف زوجها الفيتوري المناهضة لنظام نميري وقتها.
يؤرخ للراحلة آسيا عبد الماجد بأنها أول ممثلة سودانية تصعد على خشبة المسرح، كان ذلك عام 1965م في احتفال بمرور عام على ثورة أكتوبر، حيث قدمت مسرحية (بامسيكا)، أول مسرحية تعرض على خشبة المسرح القومي الجديد بأم درمان، وكانت البطولة النسائية فيها لآسيا عبد الماجد، التي أطلقت عليها الصحافة حينها لقب ممثلة السودان الأولى.