مع توالي التصريحات من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول رفض التفاوض بينهما، رغم المساعي الإقليمية والدولية الجارية، أوضح المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، أن المحادثات التي يرتقب انطلاقها بين الجانبين خلال الساعات المقبلة فنية وليست سياسية.
وقال في مقابلة مع العربية/الحدث بثت، اليوم الثلاثاء، إنه لا يتحدث عن تفاوض سياسي بين الجانبين في الوقت الحالي، بل محادثات فنية تقنية لهدنة دائمة، وقد وافق الجيش والدعم السريع على ذلك.
كما أشار إلى أن الطرفين كانا في البداية يراهنان على انتصار عسكري، لكنهما أدركا لاحقاً ألا مجال لمثل هذا الانتصار، ما فتح باب التفاوض بينهما من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار ثابت.
مبادرة السعودية و”إيغاد”
وعن المقترحات الدولية والإقليمية التي أطلقت من أجل الحل، أوضح فولكر ألا تنافس بين المبادرة السعودية ومبادرة “إيغاد”.
كما أشار إلى أن مبادرة السعودية تهدف إلى وضع ترتيبات فنية على الأرض، من أجل وقف إطلاق النار بشكل دائم.
أما في ما يتعلق بمبادرة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا)، فلفت إلى أنها “على المستوى السياسي” مضيفاً أن رؤساء بعض الدول الإفريقية أبدوا استعدادهم للسفر إلى الخرطوم ولقاء الأفرقاء المتحاربين.
وعند سؤاله عمن أطلق شرارة هذا القتال أو حتى خرق الهدن المتتالية والتي بلغ عددها 6 حتى الآن، قال: “كل طرف يتهم الجانب الآخر الخصم بأنه خرق الهدنة أو بدأ القتال، لكن لا يمكن التأكد من المسؤول عن هذا الأمر، لأنه ليس لدى الأمم المتحدة وسائل أو مراقبون على الأرض”.
تأتي تصريحات فولكر بعد أن شهد يوم الأحد اجتماعاً بين وزير الخارجية السعودي، فيصل بين فرحان، مع موفد للبرهان، بينما تواصل الأخير هاتفياً مع نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على أن يقوم اليوم بزيارة إلى القاهرة.
فيما دقّت الأمم المتحدة جرس الإنذار من تحوّل الوضع في البلاد إلى مأساة إنسانية. وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين من أنّ “أكثر من 800 ألف شخص” قد يفرّون من السودان.
يشار إلى أن العاصمة الخرطوم كانت شهدت الاثنين غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية، على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع.
في حين أدت تلك الاشتباكات التي تفجرت بين أكبر قوتين عسكريتين بالبلاد في 15 أبريل، داخلة أسبوعها الثالث، إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، مثل مصر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.