استضافت «قمة بريدج 2025»، في يومها الأول بأبوظبي، جلسة دبلوماسية مغلقة رفيعة المستوى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، جمعت نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل نزاهة المعلومات في عالم يعاد تشكيله على إيقاع الذكاء الاصطناعي وتسارع التكنولوجيا الرقمية.
وجاءت الجلسة، التي امتدت لساعة كاملة تحت عنوان «تحالفات من أجل الشرعية والنزاهة في السرديات العالمية»، واستهدفت تعميق الحوار بين الجهات الدولية المعنية بتطوير الإعلام، ومحو الأمية الرقمية، وتدفقات المعلومات، دون السعي إلى تقديم حلول جاهزة، بل عبر استكشاف مساحات التوافق، ورسم ملامح إطار تعاوني محتمل يعزز الثقة ويقوي مناعة المجتمعات والديمقراطيات في مواجهة اضطرابات المشهد الإعلامي العالمي.
وشارك في الجلسة نخبة من القيادات وصناع السياسات والخبراء، يمثلون مؤسسات حكومية ومنظمات دولية كبرى وكيانات إعلامية وشركات تكنولوجية عالمية.
وأدار الجلسة كل من أديلين هولين، رئيسة وحدة محو الأمية الإعلامية في «اليونسكو»، وكريستوفر إيشام، رئيس قطاع الاستخبارات الأميركية في مجموعة CT.
وأكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس تحالف «بريدج»، أن نزاهة المعلومات باتت التحدي الأكبر الذي يواجه قطاعي الإعلام والترفيه، مشيراً إلى أننا نعيش في زمن تتطور فيه التقنيات بخطى واسعة، وتتشكل فيه السرديات بسرعة غير مسبوقة تفوق قدرة المجتمعات على التقاط أنفاسها، فيما أصبحت الحقيقة نفسها ساحة صراع بين المصالح المتضاربة.
وتقدم معاليه بالشكر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، على مشاركتها الفاعلة في القمة، مؤكداً أنها ضمير العالم وصوت الأخلاق، الذي يحمل على عاتقه منذ عقود مسؤولية حماية الفكر، وصون التنوع الثقافي، وبناء جسور التفاهم بين الأمم، مشيراً إلى أن مشاركتها في القمة تمثل شهادة على أن نزاهة المعلومات لا تزال معياراً لا يقبل المساومة.
وقال معالي رئيس تحالف «بريدج»: قمة بريدج وجدت لتكون منصة تعيد وصل ما انقطع بين الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا والخبراء وصناع المحتوى.
ورؤية القمة في قطاع الإعلام والترفيه قائمة على مبدأ بسيط وعميق: لا قيمة لتقنية لا تخدم الإنسان، ولا معنى لابتكار لا يستند إلى أخلاق.
وتابع معاليه: تتقاطع رؤية دولة الإمارات مع رسالة اليونسكو، إذ نؤمن بأنه لا بد من إخضاع الخوارزميات لمنظومة قيمنا المشتركة وأنسنة التكنولوجيا الحديثة، وأن تصبغ بقيم العدالة والاحترام والشفافية كي تصبح رافعة للمعرفة لا أداة لتشويهها.
واختتم معاليه تصريحه بالتأكيد على أن الجلسة أتاحت مساحة تفاهم مشتركة، تساعد على بناء مناعة معرفية تحمي مجتمعاتنا من المعلومات المضللة وتمهد لتعاون دولي يحمي الحقيقة، ويعيد بناء الثقة، ويفتح الطريق نحو عالم تدار فيه السرديات بروح مسؤولة تعلي الإنسان قبل كل شيء.
على صعيد متصل، وقع مجلس الإمارات للإعلام أربع مذكرات تفاهم مع شركات وطنية رائدة، تمنحها صلاحية تقديم طلبات «تصريح معلن زائر» للمجلس نيابة عن صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى إعلانياً داخل الدولة، بما يسهم في تنظيم وتسريع إجراءات الحصول على التصريح من المجلس، وذلك في إطار دعم صناع المحتوى، وتسهيل إجراءاتهم، ورفع كفاءة عمل قطاع الإعلام.
وبحضور محمد سعيد الشحي الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، وقعت ميثا السويدي المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والسياسات الإعلامية مذكرات تفاهم مع أكاديمية الإعلام الجديد، وشركة Exposed، وشركة Agency971، وشركة imfluence.
وقال محمد سعيد الشحي: «حقق تصريح معلن منذ إطلاقه في يوليو صدى إيجابياً وتفاعلاً واسعاً أسهما في تعزيز تنظيم صناعة المحتوى الإعلاني، وشهد إقبالاً ملحوظاً؛ إذ سجّلنا حتى اليوم نحو 5000 تصريح للمعلنين المواطنين والمقيمين.
واليوم نخطو خطوة جديدة نحو تنظيم المعلنين الزائرين، حيث يتعين على كل معلن زائر تقديم طلب الحصول على التصريح عبر إحدى الوكالات المعتمدة لدى المجلس والمدرجة على موقعه الإلكتروني، على أن تتولى الوكالة التنسيق مع المجلس لاستكمال إجراءات إصدار تصريح المعلن الزائر وفق المتطلبات المعتمدة».
وأضاف: «تشهد صناعة المحتوى الإعلاني في دولة الإمارات تطوراً متسارعاً يعكس قوة السوق وجاذبيته لصناع المحتوى والشركات على حد سواء.
وتأتي هذه الآلية التنظيمية لتضمن حقوق جميع الأطراف، من خلال إجراءات واضحة وشفافة تمكن الشركات العاملة في الدولة من الاستعانة بصناع المحتوى من مختلف أنحاء العالم ضمن إطار مهني يرفع جودة المحتوى ويحافظ على معاييره».
من جهة أخرى، أعلنت فوربس الشرق الأوسط، بالتعاون مع قمة «بريدج 2025»، عن إطلاق البرنامج الحواري الجديد «التوقيع»، الذي يفتح منصة إعلامية تفاعلية لاستضافة القيادات الاقتصادية التي رسخت حضورها في صناعة القرار، وأسهمت في مسيرة التنمية على مستوى المنطقة.
ويقدم برنامج «التوقيع» حوارات متخصصة بأسلوب «البودكاست» لتسليط الضوء على الرؤى القيادية، وحصيلة التجارب التي تسهم في تشكيل ملامح المستقبل، حيث يرافق الجمهور في رحلة بين أروقة صناعة القرار وصياغ السياسات، ويقترب من أفكار ورؤى وتجارب شخصيات اقتصادية قادت تحولات في مختلف المجالات.
وأكد الدكتور جمال الكعبي، نائب رئيس بريدج، أن التعاون مع فوربس الشرق الأوسط يهدف إلى رفع مستوى الحوار الاقتصادي في المنطقة، والانتقال به من مساحات الاستهلاك إلى فضاءات التأثير الحقيقي، مشيراً إلى أن إطلاق البرنامج الحواري «التوقيع» ضمن قمة بريدج 2025 يجسد رؤية التحالف في إعادة تعريف دور الإعلام بوصفه قوة فاعلة في تشكيل الوعي وصناعة السياسات، لا مجرد قناة للعرض أو الترويج.
وأوضح أن البرنامج يشكل منصة نوعية تتيح للجمهور الاقتراب من مسارات اتخاذ القرار عبر حوارات معمقة بأسلوب البودكاست، تكشف رؤى القيادات الاقتصادية التي صنعت تحولات ملموسة وأسهمت في بناء المستقبل، منوهاً بأن البرنامج يذهب مباشرة إلى جوهر التجربة القيادية، ليقدم القصص الحقيقية التي تقف وراء التحولات الكبرى، بعيداً عن السرديات البروتوكولية.
من جانبها، قالت خلود العميان الرئيسة التنفيذية ورئيسة التحرير في فوربس الشرق الأوسط: «يمثل برنامج التوقيع امتدادًا لرسالة فوربس الشرق الأوسط في إنتاج محتوى قيادي ومؤثر، ويعكس روح التميز والريادة التي تتمتع بها المنطقة، ويعتبر إطلاق البرنامج من دولة الإمارات تأكيداً على نموذجها الإعلامي المختلف والسبّاق، فهنا يتحول الإعلام من ناقل للخبر إلى منصة للأفكار الكبرى والمؤثرة».
وقالت الإعلامية ميساء القلا، كبيرة مذيعي فوربس الشرق الأوسط: «انضمامي إلى فوربس الشرق الأوسط لإطلاق (التوقيع) ليس محطة جديدة فحسب في مساري المهني؛ بل هو امتداد لمسؤولية مهنية تجاه توثيق التجارب التي أعادت تشكيل وعي السوق».
