هدوء حذر يسود العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، فيما تتجه الأنظار إلى مدينة جدة التي يُنتظر أن تحتضن مباحثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمبادرة سعودية أميركية، والتي تتعلق بها آمال السودانيين.
وفي اليوم الثاني والعشرين للحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سُمعت منذ فجر السبت أصوات إشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة ودوي الانفجارات ناتج عن قصف الطيران الحربي في العاصمة الخرطوم.
وتجوب الطائرات الحربية سماء المدن الثلاث للعاصمة – بحري وأمدرمان والخرطوم – وذلك بعد أن سمى الطرفان، الجيش والدعم السريع، ممثليهما في المحادثات التي من المنتظر أن تبدأ في جدة لبحث التهدئة والسبيل للوقف الدائم لإطلاق النار.
من جهتها، قالت نقابة أطباء السودان لـ”العربية” و”الحدث” إنه تم قتل 13 شخصا من الكوادر الطبية منذ بدء القتال، مشيرة إلى أن عددا من المرضى قضوا بسبب انقطاع الأدوية، مؤكدة أن 12 ألف مريض معرضون للموت بسبب نقص الأدوية والمعدات.
وأشارت مصادرُ “العربية” و”الحدث” إلى أن وفد الجيش يمثله ثلاثةُ ضباط وسفير، أما وفد الدعم فيمثله 3 ضباط فقط، فيما أكد الجيش السوداني أن وفده سيناقش التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدُها، بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية.
ومبادرة جدة هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي أصاب الحكومة السودانية بالشلل وعرّض الانتقال السياسي في البلاد للخطر بعد سنوات من الاضطرابات والانتفاضات.
واندلع الصراع في 15 أبريل بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أعقاب انهيار خطة مدعومة دوليا لانتقال جديد مع أطراف مدنية.
وقالت القوات المسلحة السودانية إنها أرسلت وفدا إلى جدة مساء أمس الجمعة في إطار المبادرة. وقال الجانبان إنهما سيناقشان هدنة إنسانية فقط وليس إنهاء الحرب.
وعلى الرغم من صدور أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لم تظهر في الأفق أي بوادر لإنهاء القتال.