10:23 ص
الإثنين 15 سبتمبر 2025
بي بي سي
من المفارقات اللافتة للنظر أن تستضيف العاصمة القطرية قمة عربية إسلامية للرد على الغارة الإسرائيلية، في الوقت الذي تحل فيه الذكرى الخامسة لتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.
ويأتي الحدث والذكرى في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعد حدة التوتر السياسي مع إسرائيل، في ضوء استمرار حرب غزة التي أوشكت على دخول عامها الثالث، والتي اكتوت بنيرانها دول المنطقة.
ولقد كانت قطر – التي تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة لإنهاء الحرب – أحدث حلقة في سلسلة الهجمات الإسرائيلية على دول المنطقة، بعد لبنان وإيران واليمن وسوريا.
وفي الوقت الذي أعربت فيه الدوحة عن تصميمها على مواصلة جهودها مع القاهرة وواشنطن لوقف الحرب في غزة، تباينت تعليقات النشطاء بين أمل في خطوات جادة، ويأس من تحرك موحد.
وتعقد القمة بشكل مشترك بين جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة، ومنظمة التعاون الإسلامي، لتكون بذلك أكبر تجمع إقليمي.
“قوة عربية مشتركة”
ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء، الأحد، مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، يوم الثلاثاء الماضي؛ تمهيدًا لعرضه على القادة في القمة العربية الإسلامية الطارئة.
وأفادت تقارير بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعى إلى استعادة الدعم العربي من خلال إحياء فكرة تشكيل “قوة عربية مشتركة” على غرار حلف الناتو، فيما تداوله نشطاء ومحللون تحت مسمى “ناتو عربي” للدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للهجوم.
ما المانع من انشاء”اتحاد عربي مشترك”
ناتو عربي يوازي ناتو غربي بنفس النظام والتنظيم
“القوات العربية المشتركة للدفاع عن السيادة العربية من اي تدخلات خارجية”ما المانع؟
الرب واحد
الدين واحد
الاصل واحد
اللغة واحده
الهوية واحده
والجسد واحد
الأرض ارضنا والسماء سمائنا#قمة_الدوحة #قطر pic.twitter.com/1y55nQgakZ— ابوالأوسين (@AMaqwalah) September 13, 2025
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشور رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، الذي شدد على أهمية مصداقية ما سيُتخذ من قرارات عملية وواضحة في القمة، لاسيما على المستوى العربي والإسلامي والخليجي.
وأضاف في تغريدة على منصة إكس، أن قرارات القمة يجب أن تحاول “إيقاف وكبح الرعونة والوحشية الإسرائيلية التي تتعرض لها بلدان عديدة خارج إطار ما تسميه إسرائيل بالمواجهة مع الإرهاب، ووضع حد لاستخفافها بالعالم العربي والإسلامي من حولها”.
ستعقد يوم الإثنين في الدوحة قمة للتباحث في العدوان الذي ارتكبته إسرائيل على بلادنا.
ومع أني سعيد بما صدر من مواقف وتضامن دولي وعربي وإسلامي وخليجي مع قطر فإن المهم هو مصداقية ما سيتخذ من قرارات عملية وواضحة وخصوصا على المستوى العربي والإسلامي والخليجي، ليس نصرة لقطر فحسب ولكن…— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) September 13, 2025
أما “كويتي حر” فتمنى أن تخرج القمة بقرار قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية والإسلامية المطبعة.
مشروع قرار منتظر ضد إسرائيل غدا في #قمة_الدوحة ،
نتمنى القرار أقل شيء يكون قطع العلاقات وطرد السفراء الاسرائيليين من الدول العربية والاسلامية المطبعة ووقف كافة التعاون السياسي والرياضي والسياحي ، يجب ردع غرور نتنياهو لان عدم الرد يعني ضربة جديدة لدولة عربية اخرى pic.twitter.com/JsCT17ILYN
— كويـتي حُـ ـر 🇰🇼 (@Kuwaity__7r) September 14, 2025
كما دعا حساب يُدعى “الضاحية الجنوبية”، إلى ضرورة أن تبعث القمة رسالة واضحة وصريحة مفادها “أن الأمة لم تعد مقسمةً كما كانت، وأن عدوانًا على واحدةٍ هو عدوانٌ على الجميع”.
وشدد الحساب الذي يرفع العلم اللبناني شعارًا له، على أن أهمية أن يفهم العالم بما لا يدع مجالًا للشك أن “الدعم الغربي لإسرائيل له ثمنٌ باهظ، وسيُدفع من مصالح الغرب في العالم العربي”.
الرسالة التي يجب أن تخرج من #قمة_الدوحة واضحة وصريحة ولا لبس فيها او تهاون او حتى مجرد تأويل بسيط :
يجب أن تكون قمة الدوحة رسالةً واضحةً إلى #إسرائيل وحلفائها:
أن الأمة لم تعد مقسمةً كما كانت، وأن عدواناً على واحدةٍ هو عدوانٌ على الجميع.
أن الدعم الغربي لإسرائيل له ثمنٌ باهظ،… pic.twitter.com/G2CYFxuRiX— الضاحية الجنوبية 🇱🇧 (@SouthernSuburb9) September 13, 2025
“انطلاقة لردع الاحتلال”
من جهتها، طالبت حركة حماس، وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية والدول الفاعلة في العالم، بالعمل على مقاطعة إسرائيل وعزلها سياسيًا واقتصاديًا، وإنهاء ما وصفتها بـ”حالة العربدة الإسرائيلية” التي تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط.
كما طالبت في مذكرة عاجلة، الأحد، بالضغط “لوقف العدوان والإبادة” في غزة والضفة والقدس، وملاحقة قادة إسرائيل في المحاكم الدولية.
ودعا القيادي في الحركة، عزت الرشق، إلى جعل قمة الدوحة إجماعًا تاريخيًا لوقف حرب “الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزَّة، ولوقف جرائم الاحتلال الصهيوني في الضفة والقدس ولبنان وسوريا واليمن وتونس وقطر”.
وأشار في تصريح صحفي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يضع المنطقة بأكملها على حافة الانفجار” في محاولة منه لإعادة رسم الشرق الأوسط والهيمنة عليه، “تحقيقا لأساطير غيبية تتعلق بإسرائيل الكبرى”.
“ستولد ميتة”
في المقابل، كانت هناك أصوات عبرت عن يأسها من قمة الدوحة، مشيرة إلى عدم جدواها، منتقدين زيارة رئيس وزراء قطر لواشنطن، الجمعة الماضية بعد الغارة الإسرائيلية.
من بين هؤلاء السياسي والأكاديمي اليمني الشيخ حسين حازب الذي وجه انتقادًا لاذعًا للقمة، قائلًا إنها “ستولد ميتة”، مضيفًا أن اللغة التي تفهمها إسرائيل والولايات المتحدة “لا تجيدها أنظمة العرب”، في إشارة إلى لغة القوة.
أما حمد ناصر منيف فتوقع أن تخرج القمة بالإدانة والاستنكار لا أكثر، في حين قال الدكتور هشام إنه لا ينتظر من القمة شيئًا سوى أن تنقذ الدوحة القاهرة من صفقة الغاز مع إسرائيل، التي وصفها بأنها “السكين” على رقبة مصر.
بيان القمة العربية في الدوحة الاحد#سيكتب_في_البيت_الأبيض_الأمريكي
ويسلم لرئيس وزراء قطر ووزير الخارجية
الذي ذهب قبل تجف الدماء -للأسف-إلى ترامب الشريك الأصيل في عدوان الكيان على قطر وضيوفها!
وستولد قمة الدوحة ميته!
فاللغة التي تفهمها امريكا والكيان
لا تجيدها انظمة الغرب! pic.twitter.com/iYMtMoD8uX— الشيخ حسين حازب (@husseinhazeb) September 12, 2025
من الآن
اليكم مخرجات قمة الدوحة
ندين ونشجب ونستنكر pic.twitter.com/M4makoCtED— حمد ناصر منيف (@hamadnaserm) September 14, 2025
عن أي ناتو عربي تتحدثون ..؟
والقواعد العسكرية الأجنبية في عدة عواصم عربية !
وخمس دول عربية رفضت حتى تجميد اتفاقيات التطبيع عقب قصف إسرائيلي لعاصمة عربية #الدوحة
🚨كيف يتحدثون عن قوة دفاع عربية مشتركة ؟
والمغرب المطبع 🇲🇦 يشارك بلفيف عسكري من المرتزقة في إبادة سكان #غزة… pic.twitter.com/hC6mptb5yK— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) September 14, 2025
“إنجاز كبير للسنوار”
وتتزامن القمة مع الذكرى الخامسة لتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، التي تحل في الخامس عشر من سبتمبر، والتي على الرغم من صمودها في مواجهة حرب غزة، بحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلا أنها تواجه تعقيدات جديدة، من بينها التوقف غير المحدد في محادثات التطبيع الإسرائيلية السعودية.
وجاء في تقرير حديث نشره المعهد في سبتمبر الجاري، أن زعيم حماس الراحل، يحيى السنوار، حقق “إنجازًا كبيرًا” في توجيه الغضب العربي إزاء حرب غزة “لإعادة ربط التطبيع الإسرائيلي السعودي بالملف الفلسطيني”، بعد أن كان الأمر خلاف ذلك.
وأضاف التقرير أنه “ما دامت حملة إسرائيل على غزة مستمرةً دون رؤيةٍ سياسيةٍ للحكم الفلسطيني، فمن غير المرجح أن تتقدم جهود توسيع اتفاقيات إبراهيم – لا سيما لتشمل السعودية”.

