08:48 م
السبت 10 مايو 2025
بورسعيد – طارق الرفاعي:
“حقا وعدلا تتخذوا تجاه كريستين ما ترونه لازما”.. عبارة آشر بها فضيلة شيخ الأزهر على خطاب أرسلته إليه ابنة محافظة بورسعيد كريستين زاهر حنا، لتعيينها معيدة بكلية التربية جامعة بورسعيد لتصبح أول دكتورة مسيحية تتخصص فى الدراسات الإسلامية بالجامعات المصرية – بحسب قولها.
وداخل منزلها في شارع الثلاثيني بحي الشرق في محافظة بورسعيد، تجلس “كريستين” وسط كُتب الدين الإسلامي وابتسامة عريضة تغطي وجهها لتروي – بنبرة فخر – قصتها لـ “مصراوي” قائلة: “أنا أستاذ دكتور بقسم مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة بورسعيد، وبدايتي مع تخصص الدراسات الإسلامية كانت في تسعينيات القرن الماضي عندما كنت طالبة بقسم مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية”.
وأضافت : “دخولي القسم كان به الكثير من العقبات لكن بوقوف أهلي وزملائي وأصدقاء والدي تجاوزت هذه الصعوبات، وتُوجت هذه المرحلة بحصولي على المرتبة الأولى على الدفعة”.
تعيينها معيدة كأول دكتورة مسيحية في الدراسات الإسلامية كان ورائه توصية حاسمة من فضيلة شيخ الأزهر.. “لكي أعين معيدة في القسم احتجت لدعم شيخ الأزهر الذي وقف بجانبي وساندني وقال في تأشيرته: (حقا وعدلا تتخذوا تجاه كريستين ما ترونه لازما)”.
وتكمل قصتها قائلة :”عينت معيدة عام 2002 وحصلت على الماجستير ثم الدكتور وتم ترقيتي في ذات القسم إلى أستاذ مساعد حتى حصلت على درجة الأستاذية عام 2023 في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وطوال هذه الفترة علاقتي بطلابي وزملائي هي علاقة إنسانية بحتة”.
وأكدت على أنه في بداية مشوارها في التسعينات كانت تدرس تخصص إسلامي وتحفظ سور قرآنية وأحاديث نبوية، ورغم أنه كان مشوار في بدايته صعب لكن بمساعدة أسرتها وزملائها وأصدقائها كانت هذه الأمور ميسرة، مضيفة :”عندما كنت طالبة كنت أنا الطالبة المسيحية الوحيدة وسط 92 طالب مسلم وحققت المرتبة الأولى بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، لأنني كنت أحفظ ما يطلب مني رغم أن أساتذتي أعفوني من حفظ السور القرآنية مثل سور: الإسراء والنور والنبأ لكنني كنت أرفض الإعفاء وكنت بحفظ وأتلو وأجود القرآن”.
وأكملت حديثها:”ما درسته آصل لدي احترام الآخر والتعامل مع الناس بمحبة وصدق وحاليا أربي بناتي على المحبة واحترام الآخر واحترام كل الأديان واحترام الدين الإسلامي وهو أيضا ما تربيت عليه في أسرتي وهو ما أتعامل به الآن مع زملائي وأسرتي وطلابي حيث كان الداعم الأكبر لي وسط كل ذلك هو والدي الذي ساعدني في تجاوز أي صعوبات بتربيته لي ومحبته ودعمه لي وأيضا زوجي الحبيب (سامح)”.
ووجهت في نهاية حديثها رسالة لكل الناس قالت فيها: “المحبة والاحترام هم أساس التعامل فالدين المعاملة وأبحث عن كل ما يجمع بين الأديان ستجد قيم كثيرة وأبتعد عن الاختلافات ستقدر العيش في مجتمعك تحترم ذاتك وبالتالي تحترم الآخر”.
