08:13 م


الثلاثاء 02 سبتمبر 2025

وكالات

لم يتحدد موعد الانتخابات على مقعد رئيس الوزراء في إسرائيل بشكل نهائي بعد، لكنها من المتوقع أن تُجرى في موعد أقصاه 27 أكتوبر 2026 بحسب القانون الأساسي الإسرائيلي، كما أن هناك اقتراحات أخرى لأن تتم الانتخابات في أكتوبر 2025، وذلك وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.

مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، تتزايد المخاوف داخل المعسكر الليبرالي من أن يلجأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تراجعًا في شعبيته، إلى أساليب تخويفية للتأثير على مسار العملية الانتخابية.

ووفقا لتقرير لصحيفة “هآرتس العبرية”، تطرح هذه المخاوف احتمالات خطيرة، من بينها إلغاء الانتخابات أو تأجيلها “إلى ما بعد الحرب”، فضلًا عن شن حملات دعائية ضد خصومه السياسيين، بل الأخطر من ذلك، وفق مراقبين، أن نتنياهو قد يرفض الاعتراف بالنتائج إذا خسر، متشبثًا بالسلطة بدعم من وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وأجهزة الأمن.

ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال خسارة ائتلافه الحاكم، فإن الصحيفة العبرية ترى أن نتنياهو يتمتع بميزتين قد تعزز حظوظه، الأولى تتعلق بانقسام الكتلة المعارضة، التي تضم خليطًا من شخصيات يمينية متشددة لا تعارض الحرب أو سياسات التهجير، ومرشحين ضعفاء أو انتهازيين، إلى جانب أحزاب عربية تواجه عزلة سياسية، أما الميزة الثانية فهي هيمنة القضايا الأمنية على الخطاب العام، ما يصب عادة في صالح الليكود، في وقت تتراجع فيه القضايا الاجتماعية والاقتصادية إلى المرتبة الثانية.

على الرغم من مسؤوليته عن “كارثة 7 أكتوبر” والتخلي عن الأسرى في غزة، نجح نتنياهو في تصوير محاكمته الجارية كملهاة، وفي تهميش حراس الديمقراطية، كما يستفيد من مؤشرات اقتصادية إيجابية نسبيًا، مثل انخفاض البطالة واستقرار العملة وأسعار المساكن، رغم تحذيرات خبراء الاقتصاد من أن هذه الصورة “وهم خطير” قد ينهار تحت وطأته الاقتصاد بسبب تكاليف الحرب والعزلة الدولية.

صورة 2_3

وترى الصحيفة في تقريرها أن المخاوف لا تتعلق فقط بالتلاعب بالانتخابات، بل أيضًا بإمكانية فوز نتنياهو من جديد، وهو ما يمنحه شرعية لتفكيك المؤسسات الليبرالية ودفع إسرائيل نحو دولة استبدادية، ويستحضر البعض في هذا السياق تجربة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، حيث حوّلت عودته إلى منصة لإطلاق “ثورة استبدادية متعددة الأبعاد”.

ويحذر المحللون من أن مواجهة نتنياهو تتطلب جبهة معارضة موحدة، ورؤية انتخابية جامعة، وقيادة جديرة بالثقة، قادرة على استثمار نقاط ضعفه: فساده، تبعيته للمتدينين، ودوره في هجرة العقول، أما التباطؤ أو الانقسام فقد يتيح له مرة أخرى مفاجأة خصومه بإعلان انتخابي يقلب الموازين ويعيده إلى السلطة، مانحًا إياه “الجائزة الكبرى”.

شاركها.