12:24 م


الأحد 17 أغسطس 2025

كتب- أحمد جمعة:

كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، حقيقة ما تردد حول تعرض طفل للإهمال الطبي خلال علاجه في مستشفى معهد ناصر.

وقال عبدالغفار إن وسائل التواصل الاجتماعي وإحدى المواقع الإخبارية تداولت منشورًا يزعم إصابة الطفل (ر. م. أ. ش)، البالغ من العمر 4 سنوات، بالتهاب سحائي نتيجة إهمال طبي داخل المستشفى.

وأضاف أن الوزارة تؤكد التزامها بتقديم الحقائق كاملة بدقة وشفافية، والرد على هذه الادعاءات استنادًا إلى السجلات الطبية الرسمية، التي تُظهر مستوى الرعاية المتقدمة التي تلقاها الطفل رغم تعقيدات حالته الصحية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الطفل يعاني من إصابة بالغة في نسيج المخ نتيجة سقوطه من الطابق الثالث، وقد خضع لجراحة لتركيب صمام مخي بريتوني في أحد المستشفيات، وخرج وقتها غير قادر على المشي أو التحدث، وهو ما يعكس شدة حالته.

وأشار إلى أنه لاحقًا أُدخل الطفل مستشفى آخر بسبب التهاب في الصمام، حيث أجريت مراجعة للقسطرة البريتونية مع الفحوصات اللازمة وإعادة تركيب الصمام.

وبيّن عبدالغفار أن الطفل وصل إلى معهد ناصر في 24 ديسمبر 2024 بأعراض التهاب في الصمام، وفي حالة وعي غير كاملة (يتحرك، يفتح عينيه، ويصدر أصواتًا دون استجابة للأوامر).. وكشف الفحص الطبي وجود القسطرة البريتونية مكشوفة في جدار البطن، ما استلزم تدخلًا جراحيًا عاجلًا لاستخراجها وتوصيلها بنظام تجميع خارجي مغلق لمنع التلوث.

وتابع أن التحاليل أوضحت وجود عدوى فطرية شديدة في السائل النخاعي، فتم صرف 30 جرعة من عقار طبي نادر للسيطرة على العدوى، مع متابعة مكثفة حتى استقرار الحالة.

كما واجه الأطباء صعوبة في إيجاد أوردة مناسبة للحقن بسبب صغر حجم الأوردة وتكرار استخدامها، الأمر الذي استدعى تركيب قسطرة وريدية مركزية يتم استبدالها دوريًا.

وأكد أن التشخيص الطبي للطفل هو التهاب بطينات المخ وليس التهاب السحايا كما تم تداوله، لافتًا إلى أنه يخضع لعلاج مكثف ومراقبة دقيقة من الفريق الطبي لضمان تحسن حالته.

وشددت وزارة الصحة والسكان على أن جميع الإجراءات الطبية تمت وفق أعلى المعايير العالمية، مع الحرص على سلامة الطفل وتحسين حالته رغم التحديات المعقدة، داعية إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية في الحصول على المعلومات.

وأضاف البيان أن نتائج مزارع السائل النخاعي بتاريخ 4 مارس 2025 جاءت سلبية، ليخضع الطفل بعد ذلك لجراحة جديدة لتركيب صمام مخي بريتوني، قبل أن يتم نقله إلى قسم رعاية الأطفال حيث تحسنت حالته تدريجيًا، وغادر المستشفى في 11 مارس 2025.

وخلال المتابعة بالعيادات الخارجية، لاحظ الأطباء وجود تجمعات عند مواضع الجروح مع آلام بالبطن، مما استلزم إعادة حجز الطفل يوم 5 يونيو 2025. وأجرى الفريق الطبي وقتها استخراجًا للقسطرة البريتونية وأخذ عينات للتأكد من خلوها من العدوى.

ومع استمرار المتابعة، ارتفعت درجة حرارة الطفل وتبين وجود عدوى ببكتيريا E.coli في السائل النخاعي، فتم تحويله فورًا إلى غرفة عزل، مع تعديل المضادات الحيوية بناءً على نتائج المزارع لضمان فعالية العلاج.

شاركها.