جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الجمعة 19 سبتمبر جاء وكأنه لطمة للولايات المتحدة وإسرائيل معاً.

والحقيقة أن اللطمات من هذا النوع لهذين البلدين بالذات صارت كثيرة هذه الأيام، وخصوصاً من جانب منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، باعتبارها المنظمة الدولية الأم في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ففي مساء الجمعة، جرى عرض مشروع قرار للتصويت، وكان المشروع يصوت على حق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مخاطبة الجمعية العامة باعتبارها الجهاز الأشمل للمنظمة، لأنه يضم جميع دول العالم في عضويته، ولأن هذه العضوية تتسع فتشمل 193 دولة هي مجموع دول هذا العالم.

وسبب مشروع القرار الذي تقدمت به عدد من الدول بينها مصر والكويت، أن إدارة الرئيس ترمب قررت قبل أسابيع عدم إعطاء عباس ورجال السلطة الفلسطينية تأشيرات دخول لحضور الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة التي تبدأ هذا الأسبوع. ورغم أن القرار الأمريكي صادف رفضاً من غالبية دول العالم، إلا أن إدارة ترمب لا تزال مصممة عليه، لا لشيء، إلا لأنها ومعها إسرائيل خائفتان مما دعت إليه فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون.

كانت فرنسا قد حملت لواء الدعوة إلى الاعتراف بفلسطين في أثناء الاجتماعات السنوية، وما كادت تعلن ذلك حتى كانت دول كثيرة قد تبعتها، وتحول الأمر إلى ما يشبه المظاهرة الدولية، الأمر الذي أثار خوف واشنطن وتل أبيب بالتأكيد، ولذلك لم تجد العاصمتان الخائفتان شيئاً يمكن به التخفيف من وطأة هذا الاندفاع الدولي وراء الدعوة الفرنسية، سوى اتخاذ قرار بمنع التأشيرة عن عباس وعن رجاله في السلطة الفلسطينية.

كان هناك حل بديل طبعاً، وهو أن تتم الدعوة إلى عقد الاجتماعات خارج الولايات المتحدة كأن تجتمع في جنيف مثلاً حيث المقر الأوروبي للأمم المتحدة، فهذا ما حدث عندما امتنعت إدارة ريجان عن منح ياسر عرفات تأشيرة دخول في 1988.

ولكن لا أحد يعرف لماذا لم تحمل السلطة الفلسطينية لواء الدعوة إلى عقد الاجتماعات خارج نيويورك كما حملها عرفات في حينه؟ ولكن الأهم أن مشروع القرار الذي جرى التصويت عليه أنصف الرئيس عباس والسلطة ورجالها، وأعطاهم حق مخاطبة الجمعية العامة، أو بمعنى أدق أكد لهم على هذا الحق، وتم ذلك بأغلبية وصلت 145 صوتاً، واعترضت الولايات المتحدة وإسرائيل كالعادة، ومعهما عدد من الدول لا يتجاوز عددها أصابع اليدين.

هذا انتصار آخر للقضية في فلسطين، وإذا كان عباس سيخاطب العالم بالفيديو كونفرانس، لا بالحضور هناك في نيويورك، فلا مشكلة، لأن الأهم أن يخاطب العالم وأن يصل صوته، وما بعد ذلك لا يهم لأنه لا يمثل مضموناً في الموضوع.

شاركها.
Exit mobile version