10:52 م
الأحد 20 يوليه 2025
الإسكندرية – محمد البدري:
دعا الكاتب الصحفي والناقد الرياضي حسن المستكاوي إلى تأسيس شركات متخصصة لإدارة كرة القدم داخل الأندية الجماهيرية، مؤكّدًا أن هذا هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستدامة وتطوير الأداء الرياضي.
وأشار إلى أن المنظومة الحالية تحتاج إلى تحول احترافي يضع النادي في مسار اقتصادي وتنظيمي واضح، يضمن استثمار إمكانياته بعيدًا عن الارتجال الإداري.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “تجارب ملهمة في عالم التحليل والنقد الرياضي”، نظّمتها مكتبة الإسكندرية اليوم الأحد، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وقدمها الإعلامي إبراهيم خليفة، وسط حضور كثيف من المهتمين بالشأنين الثقافي والرياضي.
وفي حديثه عن واقع الإعلام الرياضي، انتقد المستكاوي سطوة “الترند” على المحتوى الصحفي، موضحًا أن منصات التواصل الاجتماعي أضعفت الجرأة لدى النقاد، وخلقت بيئة سطحية تفتقر إلى التحليل والعمق، مؤكدًا أن الصحافة الحقيقية تعتمد على الجهد والمصداقية لا على الشعارات اللحظية.
وأضاف أن الإعلام الرياضي لم يعد كما كان، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المستخدمين لا يدركون طبيعة الصحافة وضروراتها المهنية، معتبرًا أن العودة إلى الرأي العلمي والمعلومة الدقيقة ضرورة لا بد منها لتصحيح المسار.
وعن تجربته الشخصية، أوضح المستكاوي أن دخوله عالم الصحافة كان مليئًا بالتحديات رغم كونه نجل الناقد الكبير نجيب المستكاوي، مؤكدًا أن اسم العائلة لم يكن كافيًا، بل شكّل ضغطًا إضافيًا عليه لإثبات الجدارة.
وتحدّث عن مشاركات المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم 2026، معربًا عن أمله في تحقيق التأهل وتقديم أداء مشرف، قائلاً: “نريد أن نستمتع بكرة القدم لا أن نعاني منها”.
وانتقد قرار اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط من الدوري الممتاز، معتبرًا أنه يضرب العدالة التنافسية ويؤثر سلبًا على جودة البطولة، داعيًا إلى مراجعة السياسات الكروية وتبنّي إصلاحات حقيقية.
وأشاد المستكاوي بتعيين نادي الزمالك لجون إدوارد مديرًا لمنظومة الكرة، واصفًا الخطوة بأنها بداية توجه احترافي، كما أوصى بأن يكون تدريب الأهلي والزمالك دائمًا تحت قيادة مدربين أجانب لما تتطلبه المرحلة من خبرات فنية وقدرة على إدارة الضغوط الجماهيرية.
وفي ملف الإعداد النفسي، أشار إلى غياب الاهتمام بهذا الجانب الحيوي داخل الرياضة المصرية، رغم أهميته في بناء شخصية اللاعب وصقل أدائه، مشدّدًا على أهمية الاحتكاك الدولي واكتساب الثقة والخبرة.
وتناول أيضًا ملف التعاقدات داخل النادي الأهلي، مت فنيًا؟ أم لإرضاء الجماهير؟”، مشيرًا إلى أن التقييم يجب أن يكون مبنيًا على الاحتياجات الحقيقية.
وفي ختام الندوة، دعا الشباب إلى القراءة الواسعة، مشددًا على أهمية الثقافة في تشكيل وعي رياضي حقيقي، مرشّحًا مجموعة من الكتب المهمة منها: “الهرم المقلوب”، “عامل غرف الملابس”، “الشمس والظل”، وكتابه الخاص عن ناديي الأهلي والإسماعيلي.
وكشف المستكاوي أن الفنان سيد درويش لحّن أغنية لنادي الاتحاد السكندري، في إشارة إلى عمقه الشعبي وتاريخه، موضحًا أن كرة القدم لعبة ديمقراطية لا تفرّق بين غني وفقير أو طويل وقصير، وهو ما يمنحها سحرها وقيمتها الجماهيرية.
يُذكر أن الدورة الحالية من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر، وتشهد تنظيم أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مثقف ومفكر، إلى جانب أنشطة موازية تُقام في بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.
