10:45 م
السبت 30 أغسطس 2025
الشرقية – ياسمين عزت:
في قلب قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، تلك القرية التي ارتبط اسمها بالزعيم أحمد عرابي ورمزية الوطنية المصرية، ضرب الأهالي مثالًا جديدًا للتكاتف حينما قرروا أن يعيدوا الحياة إلى مدرستهم الابتدائية المشتركة التي تحمل اسم الزعيم.
لم يكن محمد يوسف مدير مدرسة أحمد عرابي الابتدائية المشتركة يتوقع أن تتحول دعوته عبر “فيس بوك” لإصلاح بعض الحنفيات التالفة إلى مبادرة جماعية ضخمة تتحاكى بها محافظة الشرقية.
المدرسة، التي تبرعت عائلته بأرضها في خمسينيات القرن الماضي على مساحة فدانين ونصف الفدان، تضم ثلاثة مبان أحدها بخمسة طوابق يضم 35 فصلًا، وآخر 16 فصلًا، وثالث يضم 10 فصول، ورغم ضخامتها، كانت بحاجة ماسة إلى صيانة شاملة، خاصة أن الجهات المعنية كانت قد رصدت 3 ملايين جنيه لتطويرها منذ عامين لكن التنفيذ لم يتم.
بدأت الاستجابات متواضعة طفل صغير تبرع بـ200 جنيه، وطفلة أخرى أرسلتها والدتها بكيلو سكر وباكو شاي. لكن سرعان ما انتشرت الفكرة، فتحول النداء إلى حملة تضامن حقيقية.
الأهالي تبرعوا بالمال، والرمال، والطوب، والمستلزمات، بينما تكفلت السيدات بطهي الطعام أو شرائه لعمال الصيانة حتى من خارج القرية جاء الدعم، البعض ساهم بتجهيز سندوتشات من أطفال القرية بدافع من أولياء امورهم، كما ساهم البعض بشراء طول وأسمنت وبويات للدهانات وكل مساهمة تساهم في تطوير المدرسة
لم يصدق يوسف نفسه قائلا: كنت أحلم أصلح الحنفيات، لكن الحلم بقى حقيقة،
بفضل التكاتف الشعبي، تم فتح الفصول المغلقة، وصيانة الأثاث والنجارة، وأعمال الدهانات والتجميل. كما زادت عدد دورات المياه من 20 إلى 90 دورة، ما ساعد على زيادة الطاقة الاستيعابية للمدرسة من 1200 طالب إلى نحو 2400 طالب، قابلة للزيادة وقابلة للزيادة أكبر وتجهيز ملعب المدرسة.
وصف الأهالي بفخر مشاركاتهم في تطوير المدرسة بأن ما حدث عمل وطني جماعي ورسالة إذ أن المدرسة بيت كل مواطن ومسؤوليته قبل أن تكون مسؤولية الدولة.
واختتم مدير المدرسة حديثه قائلًا: “أثبت أهالي هرية رزنة أنهم على خطى الزعيم عرابي.. وطنيون من طراز فريد، قادرون على التغيير وأتمنى أن تسود المبادرة كل محافظات ومدن وقرى مصر.

