09:57 م
الإثنين 08 سبتمبر 2025
كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال الخبير السياسي، ياسين الحمد، إن أحداث السويداء الدامية بين الدروز والبدو أدت إلى سقوط مئات القتلى ونزوح 175 ألف شخص، وتضرر البنية التحتية للمياه والكهرباء.
وأكد أن سوريا في هذه المرحلة الانتقالية البالغة التعقيد تقف أمام خيارات مصيرية قد تحفظ لها جغرافيتها التاريخية وتعيد لها مكانتها الإقليمية أو تعمق الانقسام المجتمعي القائم.
وأضاف “الحمد”، في تصريحات لقناة “الغد”، أن الأحداث الأخيرة في محافظات الساحل والسويداء تعبر عن هشاشة الوضع القائم والانقسامات المجتمعية، أُعيد إحياء النقاش حول النموذج الفيدرالي كحل محتمل لإدارة التنوع واللامركزية في الحكم، خاصة بعد سقوط النظام وانحلال الأجهزة الأمنية والشرطية بالكامل، مما خلق فراغًا أمنيًا وعمق الانقسام.
وأشار إلى أن التدخل الإسرائيلي المتواصل في الجنوب السوري يلعب دورًا سلبيًا في إطار فرض هيمنة الدولة على هذه المناطق، حيث توغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وأقامت 12 نقطة عسكرية جديدة، ووصلت إلى مشارف دمشق، متجاهلة اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
وذكر أن إسرائيل تبنت خطابًا يصورها كحامية للدروز، حيث قدمت حماية عسكرية لبعض القرى الدرزية، وقامت بقصف مواقع حيوية في دمشق ردًا على الأحداث الأخيرة في السويداء، بالمقابل حاولت الحكومة السورية تجنب التصعيد المباشر مع إسرائيل عبر سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة وتعزيز الحوار الدبلوماسي عبر وساطات دولية في إطار رفض أي وجود عسكري إسرائيلي في المنطقة.
وأكد أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا يرتبط بمساعي الاحتلال لفرض سيطرته على المناطق المتاخمة له، وبمحاولاته تقسيم سوريا وإضعافها عبر استخدام الورقة الطائفية التي فشل فيها في السابق.
واستغل الاحتلال الإسرائيلي الأحداث الجارية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، واعتدى على الأراضي السورية، حيث قصف ظهر اليوم وسط العاصمة دمشق، بحسب قناة الإخبارية السورية، في حين أعلن مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش أغار على مدخل مقر الأركان، في رسالة موجهة للرئيس أحمد الشرع بشأن أحداث السويداء، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وذكر أن الحديث عن أزمة السويداء لا يزال مبكرا في ظل تمسك إسرائيل بلعب دور حامية الأقليات كجزء من إستراتيجيتها لتقويض سوريا الجديدة، موضحًا أن الملف الدرزي معقد، وإن إدارة دونالد ترامب تعهدت بوحدة سوريا الجديدة ودعمها الاستثمار فيها مع الحفاظ على حقوق الأقليات.
وأكد أنه في الشمال الشرقي تواصل قوات سوريا الديموقراطية فرض واقع إداري منفصل رغم الاتفاق الموقع مع دمشق في مارس 2025، حيث لا تزال الخلافات قائمة حول طبيعة الحكم والاندماج العسكري، مع تحذيرات الحكومة من أن الفيدرالية قد تؤدي إلى انقسامات طائفية تحت نفوذ قوى إقليمية، كما هو حاصل في الجنوب حيث تحاول إسرائيل بناء منطقة نفوذ.
وأوضح أن الاقتصاد السوري انكمش بأكثر من 85% منذ 2011، مع تضرر 50% من البنية التحتية للكهرباء وتدمير شبكات الطرق والمياه، بينما تقدر تكلفة إعادة الإعمار بـ 400 مليار دولار، ناهيك عن تحكم قسد في مناطق النفط والغاز في الشرق، مما يحرم الحكومة من إيرادات حيوية.

