05:30 ص
الإثنين 05 مايو 2025
كتب- عمر صبري:
كشفت جامعة مصر للمعلوماتية عن مساهماتها لتعزيز الصحة النفسية للنشء، وذلك بتصميم لعبة الكترونية باسم “رفيق” موجهة للأطفال والشباب الصغير، لتعزيز ثقتهم في أنفسهم عبر استكشاف قدراتهم على التغلب على المخاوف التي قد تعتريهم خلال نشأتهم خاصة في السنوات الاولي من عمرهم.
وقال الدكتور أشرف ذكي عميد كلية الفنون الرقمية والتصميم بجامعة مصر للمعلوماتية، إن النشء يواجه خلال مراحله العمرية المبكرة الكثير من المخاوف خاصة الأطفال الملتحقين حديثا بالحضانة والمدرسة الابتدائية، حيث يخرجون من بيئتهم المحمية في المنزل وسط الاب والام والاخوة الي بيئة ارحب هي المدرسة بما فيها من مهام والتزامات وعالم ملئ بالتحديات، وهو ما قد يثير مخاوف بعضهم.
وذكر أن رسالة اللعبة تتمثل في أن الخوف جزء طبيعي من الحياة، ولكن يمكن التغلب عليه بالشجاعة والإصرار، فمن خلال اللعبة، يتعلم الطفل أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي القوة لمواجهة الخوف والتغلب عليه.
وقال إن ألعاب الفيديو أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الحديثة، وهو ما يزيد من أهمية مشاركة مصر في هذا المجال بابتكار وتصميم العاب تعكس ثقافتنا وتقاليدنا الاصيلة، كي نصبح منتجين ومبدعين في هذا المجال المهم وليس مجرد مستهلكين لإنتاج الغير بثقافته ومفاهيمه الحياتية التي قد تتصادم مع ثقافتنا وأخلاقنا.
وأضاف أن الأهمية المتزايدة لألعاب الفيديو تكمن في قدرتها على غمر اللاعبين في عوالم ديناميكية وتفاعلية، وتعزيز الإبداع، وحل المشكلات، والمشاركة العاطفية، فغالبًا ما تعكس هذه التجارب الرقمية القيم المجتمعية، وتتحدى التصورات، وتسمح للاعبين باستكشاف الروايات المعقدة، مما يجعل ألعاب الفيديو وسيلة قوية للتعبير الثقافي والفني.
وأوضح الدكتور أشرف ذكي أن إعداد قاعدة عريضة من الأكاديميين والمتخصصين في هذا المجال سيساعد بشكل كبير في انتاج منتج ذو هوية مصرية وعربية تمتزج فيه الاصالة والحضارة المصرية وهوية المنطقة العربية لإثراء المحتوي العربي في هذا المجال، فضلا عن انه سيساعدنا في ايجاد حلول لتوصيل رسالتنا لأجيال القادمة والمساهمة في حلول تعليمية وصحية ومجتمعية.
زينة عصام: لعبة رفيق تعتمد على مزيج من التصميم الفني
من جانبها قالت الطالبة زينة عصام بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الرقمية والتصميم، إن لعبة “رفيق” تعتمد على مزيج من التصميم الفني الذي يحركه السرد والبيئات الغامرة وآليات اللعب القائمة على الخوف لإيجاد تجربة لعب جذابة ومؤثرة عاطفيًا، وذلك من خلال استكشاف رحلة بطل الرواية للتغلب على المخاوف، مع تسليط اللعبة الضوء على إمكانات ألعاب الفيديو كوسيلة للترفيه والتأمل الشخصي.
وأوضحت ان لعبة رفيق تحكي عن صبي يبلغ من العمر 12 عامًا، مشهورًا بحبه للمقالب، وعلى الرغم من أن حيله كانت تجلب الضحك في كثير من الأحيان، إلا أنها كانت تخفي شعورًا عميقًا بالوحدة، خاصة بعد فقدان والده، الذي كان قارئًا شغوفًا وجامعًا للكتب، حيث ترك وراءه مكتبة صغيرة مليئة بالكتب النادرة والغامضة وبعد الوفاة المفاجئة لوالده، يجد رفيق نفسه يشعر بالضياع والوحدة والخوف.
وأضافت أنه في أحد الأيام، قرر رفيق، الذي غمره الفضول، أن يدخل مكتبة والده، ومن بين الكتب، لفت انتباهه كتاب يتوهج بشكل خافت، ويشع بجو من الغموض، وغير قادر على المقاومة، فتح الكتاب، فأطلق العنان لريح قوية، وفجأة ظهر مهرج يضحك، وقال له: “لقد أمضيت حياتك مختبئًا وراء الحيل والمخاوف”.
وتابعت: “لقد حان الوقت لمواجهة الحقائق المدفونة في أعماقنا” ثم فرقع أصابعه وفجأة استيقظ رفيق، وشعر بشعور غريب، وكان جسده متصلبًا، وأطرافه تصرخ، وشعرت يداه بالتخشب، وعندما فتح عينيه، راي منظر صادم – فالمكتبة، التي كانت مكانًا مألوفًا ومريحًا، أصبحت هائلة ومخيفة وكانت الرفوف شاهقة فوقه مثل ناطحات السحاب، والكتب طارت في الهواء مثل الجزر البعيدة، وظهرت الأقلام والنظارات كعقبات خطيرة.
وأوضحت ان أحداث اللعبة تدور في عالم سريالي دائم التغير، حيث تتشوه البيئات المألوفة لرفيق بسبب تحوله إلى دمية خشبية.
وأضافت: يمثل كل فصل خوفًا مختلفًا، مثل الخوف من المهرجين والمقابر والأشياء الحادة والأماكن المرتفعة، ويخلق كل مستوى بيئة فريدة؛ فمثلا الفصل الأول يتناول الخوف من الأماكن العالية والمرتفعات، حيث تدور أحداثه في المكتبة، فيتقلص حجم رفيق إلى شكل خشبي صغير، لدرجة أن المكتبة تبدو له ضخمة ومحفوفة بالمخاطر. وتطفو الكتب أمامه، مما يخلق منصات يجب عليه القفز عبرها، بينما تبدو الأرض بعيدة جدًا. ويجب على رفيق التنقل بين الرفوف الشاهقة، وهي المهمة التي يقوم بها اللاعبون، حيث يساعدون رفيق في القفز بين الكتب، وتجنب الأشياء الخطرة مثل الأقلام وفرش الحبر والنظارات ومصائد الورق.
وأشارت إلى أن المستوي الثاني السيرك وهو يمثل الخوف من الغرباء، حيث تتحول الخلفية الي سيرك مليء بعارضات أزياء لمهرجين يرتدون اقنعة مخيفة تراقب رفيق، مما يعيق حركته ويخلق العوائق.
اقرأ أيضاً:
التعليم: الانتهاء من تحديد لجان امتحانات الثانوية العامة 2025
الجداول الجديدة لامتحانات صفوف النقل الابتدائي والإعدادي بالأزهر بعد تعديل المواعيد
