10:45 م


السبت 13 سبتمبر 2025

سوهاج- عمار عبدالواحد:

في حضن الجبل الشرقي الممتد من سلاسل جبال البحر الأحمر، وعلى بُعد بضع الكيلومترات من مدينة أخميم شرقي محافظة سوهاج، تقف مقابر الحواويش الأثرية شامخة، كصفحات صخرية من كتاب التاريخ، تحكي قصص حياة وموت امتدت لآلاف السنين.

هذه الجبانة الفريدة، التي تضم أكثر من 800 مقبرة منحوتة في الصخر، تبدو من بعيد كقرص شمع نحل متماسك لشدة تقاربها، لكنها عن قرب تكشف عن إبداع إنساني مدهش، ونقوش فنية خالدة صورت تفاصيل الحياة اليومية والطقوس الجنائزية ومشاهد الصيد والرقص والزراعة في مصر القديمة.

وتعود مقابر الحواويش إلى عصري الدولة القديمة (2494–2181 ق.م) وعصر الانتقال الأول (2181–2055 ق.م)، وكانت بمثابة الجبانة الرئيسية لمدينة أخميم القديمة، المدينة التي عرفت بمكانتها الدينية والحضارية عبر العصور.

وشهدت المنطقة مؤخرًا مشروع تطوير متكامل ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بتكلفة بلغت 16 مليون و500 ألف جنيه، تضمن إنشاء سور حماية يحيط بالموقع، وبناء سلم صاعد يصل إلى أعلى الهضبة حيث المقابر، إلى جانب استراحة للزوار ومظلة للسيارات وقاعة عرض زجاجية و4 بازارات سياحية، فضلًا عن توفير المرافق من مياه وكهرباء وإنارة كاملة للمنطقة والمقابر.

ولم تغفل أعمال التطوير عن راحة الزائر، حيث تم تجهيز دورات مياه ومنطقة استقبال، ما يجعل الموقع مؤهلًا الآن لاستقبال السياح من الداخل والخارج بصورة تليق بقيمته التاريخية.

فلم تعد مقابر الحواويش مجرد موقع أثري صامت، بل أصبحت نافذة حقيقية يطل منها الزائر على تاريخ أخميم القديمة، في رحلة تأخذك بين الصخور إلى عمق الحضارة المصرية.

شاركها.